الموقع الجغرافي:
تقع ماكو في شرقي كردستان حيث تحتل الزاوية العليا في المثلث الحدودي بين دول آذربيجان وأرمينيا وتركيا وتقع بالتحديد في أسفل منطقة كلي داغ"Gilî dağ " تحدها من طرف الآخر للحدود بازيد التي تقع في شمالي كردستان وهي ناحية مرتبطة بآكري، ويقابلها في آذربيجان مدينة نجوان، ويحدها من طرف آخر مدينة خويه وعندما نتجه نحو أسفل ماكو فإننا نصبح ضمن الحدود الإيرانية. ويشكل نهر آراس خطها الحدودي حيث يتدفق من ناحية أرمينيا ثم إلى شمالي كردستان بعدها إلى آذربيجان ثم إلى شرقي كردستان إلى ماكو.
كانت ماكو تعرف سابقاً بقلعة ماكو حيث يُحكى بين أهالي المنطقة بأنها مدينة قديمة جداً ولها تاريخ عريق من المقاومات ويُعرف شعبه بوطنيته والتحامه وتواصله الدائم مع الشعب الكردي في الأجزاء الأخرى من كردستان حيث لم يستطع المستعمرون لها من النجاح في تقسيم وجودها وجسدها وخاصة أن هناك عشائر كبيرة كعشيرة الجلاليين التي لها امتداد كبير في الطرف الآخر من كردستان وخاصةً في شمالي كردستان وتوجد عشائر أخرى بنفس هذه الحالة.
أشهر جباله هو جبل مورسى morsé إلا أن ماكو بالذات تقع ضمن وادي يحيطها الجبال العالية حيث أن غالبية أراضيها مروج "زوزان"، إلا أن مناطقها التي تقع على الحدود هي سهلية وبركانية وبالقرب منها يقع زوزان "آيّ بك " والأكثر شهرة من بين هذه المروج أو الزوزان هي زَلول وكلي شيرك(gelî şérk ) وزوزان مورسى.
الأراضي الممتدة ما بين دمبات إلى ماكو، خاصة من جهة بول دشت فهي مناطق صخرية أو تسمى بالكردية بـ kiré dempat فيها مغارات وأنفاق طبيعية حيث كانت منذ القديم أماكن حماية استخدمتها الكثير من العشائر أثناء الانتفاضات التي قامت اتجاه الدول المستعمرة لأراضيها ، وفيها كهوف طويلة ككهف "علي تلّي" وغيرها من الكهوف والمغارات المتنوعة بحجمها.
الأنهار:
كما قلنا فإن آراس يشكل أكبر الأنهار حيث يأتي من آذربيجان ويمر بـ بول دشت وهو نهر مشهور بكثرة أسماكه، وهناك نهر "قَرَس" وهو يأتي من شمالي كردستان من جهة ديغور ثم يصب مع نهر آراس في شرقي كردستان، أيضاً هناك نهر ولكنه صغير في حجمه يسمى بنهر قره صو أو بالكردي بـ آفا رش يأتي من شمالي كردستان، وبالقرب من ماكو يوجد نهر زنكَمان zengeman كما هناك مياه يُقال لها ava tehtik . يوجد في بازركان نهر وهي تأتي من كلي داغ لتمر ببازيد ومن ثم إلى بازركان. وهناك نهر في قلانية يسمى بـ كه رمافgermav وهي مياه حارة في الصيف والشتاء ويأتيه الناس من كل الأماكن حيث يُحكى بأنها مياه لها قابلية الشفاء من الأمراض، نستخلص بشكل عام بأن ماكو غنية من ناحية أنهارها ومصادرها المائية.
الحالة الاجتماعية والمعيشية:
تتمتع ماكو من الناحية الاجتماعية بعلاقات جيدة فيما بينها فكما قلنا فإن أكبر العشائر فيها هي عشيرة الجلاليين صاحبة النفوذ الأكبر من الناحية الثقافية والاجتماعية ولها باعٌ كبير في الانتفاضات في مواجهة المستعمرين لكردستان، وهناك عشائر أخرى مثل عشيرة الكجلي و الحسى سوري والحيدري. أما علاقات الكرد مع الشعوب الأخرى كالفرس والعجم الذين يتواجدون في ماكو فتتمتع بمستوى جيد، كما كان في القديم يعيش فيها الأرمن أيضاً حيث هناك أماكن لهم يزورنها في الفترات المختلفة من السنة.
أهم المناطق والنواحي المحيطة بماكو هي قلانية، بول دشت، بازركَان،شوت، دمبات وكل واحدة تتمتع بمميزات تختلف عن الأخرى، فقلانية أو تسمى جالديران أيضاً، نسبة سكانها قرابة خمسين ألف، ولوقعها في المناطق الزوزانية العالية فهي تتمتع بمناخ بارد، وغالبية ما يزرع فيها بالأغلب هي القمح والشعير وما يماثلها، وتتمتع قلانية بغنى مياهها بالمقارنة مع المناطق الأخرى لماكو، فسابقاً كانت تزداد حجم السيول مع هطول الأمطار وتخرب معها البيوت التي أمامها. أما ناحية بازركَان فتبعد عن ماكو بنحو (3 كم) وتشكل بوابة على الحدود مع كردستان الشمالية وهي منطقة سهلية يعتمد سكانها على الزراعة حيث يزرع فيها القمح والشعير والبساتين، وفي بول دشت فإن الزراعة المشهورة فيها هي الجبس وخاصة إنها تستفيد بشكل أكبر من نهر آراس، لكن ناحية شورت فإنها على العكس حيث أن أراضيها ليست مناسبة كثيرة للزراعة كما المناطق الأخرى. ومنطقة دمبات أيضاً معروفة بقلة مياهها.
ذكرنا إن الحالة المعيشية والاعتماد الاقتصادي لأهالي المنطقة بالأغلب هو على الزراعة وتربية الحيوانات، إلا أنه رغم كل هذا فإنك تراه لا يستطيع أن يوفر أبسط احتياجاته الحياتية ويصبح مجبوراً للالتجاء إلى عمل التهريب عبر الحدود التي وضعتها الدول المستعمرة وبالتالي فقدان الكثير منهم لحياتهم، فناهيك عن الاعتراف بهوية وإرادة الشعب الكردي رغم عيشه على هذه الجغرافية وغنى أرضه وخيراتها وكونه من أقدم شعوب المنطقة، فإن الدولة الإيرانية تستمر في سياساتها في الإنكار والضغط على المجتمع الكردي ولا تستخلص الدروس والعبر من ما ارتكبتها أيديها من مؤامرات ومجازر اتجاه شعبنا، فما يعيشه شعبنا في الأجزاء الأخرى من كردستان ينعش آمال الحرية لكل إنسان ولكل الشعوب التواقة للعيش بحرية بعيداً عن الظلم والإنكار لتصبح الحرية حقيقة واقعة.
زاغروس بريتان