إلى الإعلام والرأي العام!
كان رفيقنا الشهيد مظلوم يكتا يتلقى العلاج من مرض ألمّ به من قبل في مناطق الدفاع المشروع، وقد زاد عليه المرض في 15 من شهر شباط الماضي، وبالرغم من جميع المحاولات، إلا أنه وصل إلى مرتبة الشهادة.
منذ إن انضم رفيقنا مظلوم إلى صفوف الكريلا وحتى استشهاده، كان يخوض دوماً نضالاً على خط التضحية بالنفس، بولائه لقيم الحرية وبشخصيته الفدائية، أصبح مناضلاً آبوجياً يُحتذى به، لم تكن المشاكل الصحية التي كان يعانيها رفيقنا عائقاً أمامه، بانضمامه بمعنويات عالية وبحماسه، أدى مهامه بلا نقصان، وكابن شجاع لشعبنا الكردي في عفرين، وحّد التربية والثقافة والأخلاق التي تلقاها من قبل العائلة ومحيطه مع معايير الحياة الآبوجية وأصبح مناضلاً فدائياً، كان في الجبهات الأمامية في ساحات النضال من خلال رفاقيته الصادقة والنقية، إن استشهاد رفيقنا مظلوم المبكّر قد آلمنا كثيراً، سيكون دليل طريقنا جميعاً من خلال ولائه للحياة الحرة.
على هذا الأساس، نعزي بدايةً عائلة رفيقنا الكريمة، كما نعزي شعبنا الكردي الوطني، ونجدد عهدنا بأن نحقق آمال شهداءنا في تحقيق كردستان حرة.
المعلومات المفصلة حول سجل رفيقنا مظلوم يكتا هي كالتالي:
|
الاسم الحركي: مظلوم يكتا الاسم والكنية: محمد شيخ حَمَدي مكان الولادة: عفرين اسم الأم ـ الأب: سهام ـ حميد مكان وتاريخ الاستشهاد: 15 شباط 2025 مناطق الدفاع المشروع. |
مظلوم يكتا – محمد شيخ حمدي
عفرين... هذه الأرض التي حملت ذاكرة آلاف السنين من التاريخ الكردي، لم تكن يومًا مجرد مدينة، كانت دوماً رمزاً للكرامة، ومصدراً لفخر كل كردي يرى في جذورها إرثاً لا يُمحى، وفي صمود أهلها عنواناً للمقاومة.
ومن هذه الأرض، ومن بين عائلة وطنية في جنديرس، وُلد رفيقنا مظلوم، منذ طفولته، تشبّع بحب الوطن، وتأثر بحكايات المقاتلين الذين صنعوا من الألم أملاً، ومن التضحية طريقاً للحرية، لم يكن طفلاً عادياً، كان يحمل في قلبه همّاً أكبر من عمره، وسرعان ما نضجت روحه في ظل معاناة شعبه واحتلال أرضه.
مع بدء العدوان التركي على عفرين في 2018، لم يقف مكتوف اليدين، رأى بأم عينه ما فعلته آلة الاحتلال من تهجير، قصف، تدمير، وانتهاكات طالت الإنسان والتراب والتاريخ، هذه اللحظة كانت نقطة التحول في حياته، تحولت أحلام الطفولة إلى هدف واضح، أن يكون مقاتلاً في حرب الحرية.
وفي عام 2019، لبّى نداء الوطن، والتحق بصفوف الكريلا في جبال كردستان، هناك، وجد ذاته، وتعمق أكثر في فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، خاض تدريبات فكرية وعسكرية، وشارك بفعالية في الخطوط الأمامية، تميز بإصراره، ببساطته، وبإيمانه المطلق بعدالة القضية، لم يكن مجرد مقاتل، بل كان مثالاً حقيقياً للالتزام والصدق والتواضع.
ورغم التحديات الصحية التي بدأت تظهر منذ عام 2021، أصر مظلوم على البقاء في صفوف المقاومة، رفض أن يتراجع أو يتوقف، واستمر في أداء مهامه، مؤمناً بأن العدو لا يعرف الرحمة، وأن الدفاع عن الأرض شرف لا يُؤجَّل، ومع كل مرحلة، كان يزداد وعياً وتجربة، ويعمّق علاقته برفاقه، ويصبح قدوة بين صفوفهم.
حتى في فترة علاجه، لم يتخلَّ عن روحه الثورية، كان قلبه دائماً هناك، مع رفاقه في الأنفاق، في الجبال، على خطوط المواجهة، كان يستمد العزيمة من صمود القائد في إمرالي، ومن دماء الشهداء الذين سبقوه، وكان دائماً يقول: "لن يكون لألمي معنى إن لم يتحوّل إلى قوة تدفعني للأمام".
وفي 15 شباط 2024، اشتد عليه المرض، ورغم كل محاولات العلاج، التحق مظلوم بقافلة الشهداء، رحل جسده، لكن روحه بقيت هنا، تنبض في دروب الحرية، وتلهم كل من عرفه وسار معه، لقد كان شهيداً قبل أن يستشهد، شهيداً بالموقف، بالعطاء، بالإيمان، وبالوفاء.
لقد أحزننا فقدانه المفاجئ كثيراً، إننا نعد بأن نجعل أهداف وأحلام الرفيق مظلوم دافعاً لنا للنضال وأن نبقي ذكراه حية في كردستان الحرة.
9 أبريل / نيسان 2025
المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي