لقد أراد تحويل أساليبه هذه إلى نظرية يقبلها الحزب، وعندما لم يقبل الحزب ذلك قال: ( لماذا لا يثق الحزب بي ولماذا يقف البعض ضدي )
أننا نواجه انحرافاً جدياً، وكان ردنا: عليك التخلي عن المسائل الشخصية والاهتمام بقضايا ومتطلبات الثورة، فمحاولة إظهار المنافسين له هي من الألاعيب القديمة للأكراد، وهو بهذا أراد استغلالنا وفرض أنانيته وشخصيته على الحزب، وعندما قلنا له قف عند حدك ولن نسمح لك بذلكن بدأ بانحرافات أخرى ..فإما محاولة الانتحار أو التوجه إلى الجبهة المضادة للثورة، ثم يأتي ويقول بعدها: ( إن أسلوب نضالنا في الجنوب هو أسلوب ناجح وكان بإمكاننا وضع الجنوب في خدمة الثورة) لكنه في الحقيقة كان يحاول وضع ثورتنا وكل إمكانيات وجهود الحزب التي جمعها عبر سنين شاقة في خدمة القيادات والعناصر المرتبطة في الجنوب، دون أن يدرك ذلك، واستمر رفاقنا في هذه الحياة المنحرفة اعتماداً على بعض علاقات الخلة تحت ستار الظروف والأوضاع المستجدة التي فرضت نفسها، ولق فكرت كثيراً بهذا الوضع وقلت: لماذا يضع الإنسان نفسه في مثل هذا الموقف؟ لا سميا أننا قدمنا لهم كل التضامن والدعم الرفاقي اللازمين، وهيئنا لهم فرص التطور التي لم نهيئها لأنفسنا ...إذاً فلماذا تظهر أمثال هذه الشخصيات؟ وأنا مازلت أتوقف عليها وأجري التحليلات بصدها، وصلت إلى حقيقة مفادها: إذا لم نبحث ونتوقف عند الشخصية بشكل حساس وحذر فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الحزب، وطبعاً إن الحزب سوف يؤدي إلى إبادة هذا الشعب برمته. ومن هنا تنبه أهمية هذه المسألة، وبإمكاني إعطاء عشرات الأمثلة اليومية المشابهة لذلك. فإذا أردنا فهم شخصية ما، علينا تقييمها بحسب أسلوب حياتها وعلاقاتها ونضالها في الحزب ومن جميع الجوانب، بل علينا التدقيق حتى في تصرفاتها اليومية، وبدون التدقيق في كل ذلك يستحيل تحقيق ثورة ناجحة سليمة تتجه نحو الانتصار النهائي، والتجارب التي مررنا بها تؤكد هذا الأمر بشكل قاطع.
وعندما نتطرق إلى التحليلات التي تتناول أسلوب الحياة داخل الحزب، فإننا نبحث في نفس الوقت عن كيفية أسلوب تطوير الثورة وهذا يعني بناء الثورية والتنظيم والعلاقات الحرة بشكل سليم. فبقدر ما نتمكن من تحويل الحياة ضمن الحزب إلى حياة ثورية بقدر ما نحقق حريتنا واستغلالنا. لذا يجب أن تبقى سلبيات ونواقص الأفراد من الآن فصاعداً محصورة فيهم وأن لا تتجاوز محيطهم المجاور، وأن يتم إعطاء الرد الفوري الحاسم لكل من تسول له نفسه باستغلال الحزب وميراثه، وهذه هي التدابير الأكثر صرامة وأهمية التي نتخذها الآن. في حين أن مستوى الحرية التي نطبقها من خلال التحليلات التي تتناول مختلف العلاقات تثبت بأن هذا ممكن أحياناً من خلال التحليلات التي تتناول مختلف العلاقات تثبت بأن هذا ممكن أحياناً من خلال الصراع والحرب وعبر التفاهم الواجبات والمهام فسينتصر الحزب بكل تأكيد، وهذا ممكن أحيانً من خلال الصراع والحرب وعبر التفاهم أحياناً أخرى، كما أن نضالنا التحرري أثبت بأنه إذا لم يتم إهمال الواجبات والمهام فسينتصر الحزب بكل تأكيد، وهذا يعني الانتصار في الحرب التي نخوضها. إذا فما هي أشكال التحرك التي نتحدث عنها في داخل الحزب؟ حيث تربطكم معنا علاقات وثيقة، وفي نقس الوقت فإن جميع عناصر ب ب ك وفي كل الساحات تربطهم علاقات رفاقية قوية، أي أن الجميع يعيش في كنف هذه العلاقات، وعليكم أن تفكروا بماذا تفعل القيادة وماذا يفعل بعض القادة الآخرين باسم القائد، وتتوقف على كل هذه الأمور، وعلى تاريخ الحزب بشكل أفضل، وتبحث في كيفية تحقيق كل هذه الأمور، وعلى تاريخ الحزب بشكل أفضل، وتبحث في كيفية تحقيق كل هذه التطورات العظيمة في ظل هذا الكم الهائل من العقد الكأداء، وكيف وصلنا إلى هذه المرحلة بدءاً من النطق بكلمتين ووصولا إلى القيام بهذه التحليلات المعقدة، والتوقف على مسألة مهمة أخرى وهي كيف تم القضاء على جميع الانتفاضات والمنظمات الكردية أخرى وهي كيف تم القضاء على جميع الانتفاضات والمنظمات الكردية السابقة، بينما عجزت الدولة التركية وعلى الرغم من قيامها ببناء تنظيمات إجرامية أكثر من السابق كالكونترا والمحاولات الميئسة للميت التركي، عن تفكيك وحدة الحزب وضربها من الداخل. فعلى المرء أن يفكر ملياً بهذه الأمور، لا سميا أنها المرة الأولى التي ينجح فيها تنظيم ثوري في مواجهة وإفشال كل هذه المخططات التآمرية للدولة التركية التي استخدمت عبر تاريخها تنظيمات مختلفة لمواجهة الانتفاضات الكردية والتي كانت تغير شكلها بين حين وآخر، ابتدءاً من العهد العثماني وحتى العهد الجمهوري، حيث قاموا ببناء وحدات هجومية خاصة بهم ( وحدات الحرب الخاصة، الميت، الوحدات الخاصة، التنظيمات التآمرية ). واليوم يلجأ ون إلى استعمال الدين وجميع أشكال التنظيمات المزيفة الأخرى، والشخصيات العميلة الموضوعية والذاتية، لكنهم رغم ذلك لم يستطيعوا عرقلة تطورنا، وطبعاً هناك علاقة وثيقة لذلك بأسلوب وتحليلات القيادة، فنحن نفرض الحرية في العلاقات والحرية تعني التنوير والتنظيم والقوة واتخاذ القرار الحر والإرادة الحرة، ومن المستحيل صد هذا الأسلوب من العلاقات. وعندما نقوم بتطوير أسلوب العلاقات الحرة، لا نضع التحليلات التي تتناول العلاقات السابقة فقط من حيث تأثيرها المباشرة والغير مباشرة، والخصائص العشائرية والإقطاعية والتقربات العائلية، ولن نقول يجب اجتياز كل ذلك وحده، بل إننا نبذل دائماً جهود حثيثة لإعطاء الجواب الصحيح لكل ما هو صحيح، وما هو الشيء الذي يتعين هدمه وما الذي يجب بناءه، ولم نكتف بمستوى العلاقات السياسية والعسكرية وإنما نعكس ذلك حتى على العلاقات الثنائية، ونتوقف على المستوى الذي يجب أن تكون فيه العلاقات والتقربات الرفاقية وتطبيقها على مستوى العلاقات العامة ضمن المجتمع وخاصة العلاقات بين المرأة والرجل وانعكاساتها على الحزب، لأن الواقع أظهر بأننا إذا أردنا تطوير الحرب بشكل أفضل علينا أولاً تحرير الفرد، وعندما نقول تحريره فهذا يعني يجب أن يجتاز هذا الفرد علاقاته العائلية التقليدية والعلاقات بين الرجل والمرأة مما يفرض التعمق في معنى الحرية.
الذي يتمكن من إنقاذ اللحظة بإمكانه إنقاذ المستقبل أيضاً
وتزداد الآن يوماً بعد يوم نسبة المنضمين إلى حياة الحرية وخاصة بين النساء، وهذا يتطلب منا التوقف عند ماهية الحرية والعلاقات الحرة، فهناك الآن حالة ابتعاد عن مؤسسة العائلة التقليدية، ولكن السؤال هنا هو: هي البدائل التي يجب علينا إيجادها بدل ذلك؟ فظاهرة التفكك وتفسح العلاقات القديمة باتت يومية، ولكن المهم أن نجد بدائل لها. فأنتم تدعون يومياً بتوجه ضربات مميتة للعدو وتخريب تلك العلاقات الفاسدة، ولكن بأي شكل وكيف سيتم ذلك؟ إن البديل هو، وطن مستقل، وشعب حر، وفرد حر، وامرأة ورجل متحرران، ولكن هذا أيضاً يعتبر بمثابة أطر عامة، فلو كانت كل أمورنا قابلة للحل ضمن هذه الطر العامة لكانت ثورتنا قد انتصرت منذ أمد بعيد، لكننا نرى أن عدد وحجم هذه القضايا وتعقيداتها تزداد يوماً بعد يوم ويظهر هنا بأن هناك وضع يستوجب الاهتمام به في يومه ولحظته، مما يفرض علينا القيام بالثورة في كل لحظة، أي أن يكون الإنسان صاحب موقف تحرري ومستعد للثورة في كل لحظة وفي كل الظروف، ويتخذ الحرية أساساً له في العلاقات والارتباط التام بالهدف والوسيلة، والتمتع باليقظة والحذر، فإذا تبعنا هذا الأسلوب فسوف نحقق الانتصار، وهكذا عليك تحضير نفسك روحياً وفكرياً وجسدياً على هذا المنوال،فإذا ملكت هذه الخصائص عندها تكتسب خاصية المناضل والقائد، وعكس ذلك أي عندما تقوم بتأجيل الثورة إلى الربيع وجرها إلى اليمين ستصبح وبالاً وستصل بشخصيتك إلى حالة انسداد وعقم.
والواقع أثبت بأنه بدون تحرير الفرد من جميع الجوانب ضمن الحزب وتعيين مستوى الحرية له، لا يمكن جعل هذا الحزب تنظيماً طليعياً، بل من المحتمل أن يفقد الحزب كل المكتسبات التي حققها عاجلاً كان أم آجلاً، لذا يجب علينا أن نفرض الثورية الآنية بشكل مستمر، وأن لا نعطي الفرصة لتأجيل المهام، وأن نستغل كل لحظة ونعيشها حتى النخاع وكأننا سنعيش إلى الأبد. وأعتقد بأنه من الخطأ الفادح انتهج أية فلسفة أو مفهوم آخر، فالذي يتمكن من إنقاذ اللحظة بإمكانه إنقاذ المستقبل أيضاً، وهناك من يقول( لو أني في الساحة الفلانية لكنت ناجحاً أكثر) فأنا لا أولي أي اهتمام لذلك لأنه بإمكان الإنسان المنتج والمجد السييطرة على أكثر الساحات صعوبة وخلق النجاحات فيها. وهناك من يقول أيضاً( بإمكاني تحقيق نجاحات أكثر في المدنية). والبعض الآخر يقول: ( يمكنني أن أكون منتجاً في الجبل) لكنني لا أرى أي عائق أمام نجاح الفرد باستثناء بعض العوائق الجسدية والفيزيولوجية.أي بإمكانه أن يكون منتجاً في المدنية والجبل والريف وحتى في السجن، وهذه حقيقة برزت عبر التحليلات التي أجريناها.
ونحن نعمل اليوم لتطوير مستوى الحرية بشكل أكبر، وننتقد كل المؤسسات العبودية التي تعيشون في ظلها، لأنه بدون اجتياز التأثيرات الناتجة عن العبودية، فإن تلك العلاقات ستكلف الحزب كثيراً خاصة إذا وصلت و صعدث إلى هيئات القيادة وتغلغلت في نسيج الثورة. وهنا يجب أن نعلن الحرب الطبقية، فإذا لم يتم محاربة كل المفاهيم الإقطاعية والبرجوازية بمفهوم وأسلوب الحزب فسوف يؤدي ذلك إلى انحرافه، وهذا يعني بدوره في مجتمع كالمجتمع الكردستاني، التصفية والهزيمة، وقد بدأت تظهر أهمية هذه التحليلات بشكل جلي للعيان، وضرورة أن يتم تنفيذ المهام في لحظتها، والشرط الأساسي للنجاح هو الارتباط بالمهام الثورية وبالأسلوب الثوري وبالسرعة الثورية.
وإذا أردنا التعرف على النجاحات التي تحققت حتى اليوم على صعيد أسلوب القيادة في ب ب ك علينا أن نتعرف على الدور المصيري الذي تلعبه حقيقة القيادة بصدد هذا الموضوع .. فما هو هذا الدور؟ إن السبب يعود إلى المستوى الراقي للتحليلات والسيطرة التامة على المهام، ودفع جميع الساحات إلى العمل بشكل ناجح، وهذا يعني بالتالي النجاح العام، وقد أثبت هذا الأسلوب نجاحه وإمكانيته على الصمود حتى لو وقف العالم كله ضده. والنتيجة التي يجب أن نستخلصها، هي أن الظفر والانتصار هما شيئان ممكنان وأكيدان ولكن بهذا الأسلوب القيادي وحده. ويمكن أن يقول البعض ذلك شيء صعب طبعاً فماذا تنتظرون من الثورة، فبدون نضال شاق ومرير وحياة قاسية لا سيما في مثل هذه الثورة الصعبة جداً فلا يمكن تحقيق النجاح فمن الذي يمكنه أن يضمن ثورة سهلة وحياة ونجاح سهل أن هذا الضمان هو ضرب من النفاق وخداع النفس. فهذا الشكل من الحياة بما فيها من خداع وانحراف وكذب ولا مبالاة هو المسيطر في مجتمعنا، وقد تمكنت قيادة ب ب ك من اجتياز ذلك وبقدر رد فعل القيادة ضد هذه السلبيات بقدر ما نتمكن من إيجاد الحلول لها واجتياز ذلك الواقع . والذي لا يرى هذا الواقع ويغض الطرف عنه فإلى أية درجة يمكننا أن نقول عنه ب ب ك إذاً فالمنتمي إلى ب ب ك بشكل سطحي سيبقى معرضاً لجميع أنواع الخداع وسيرتكب الكثير من الأخطاء والنواقص وسيصبح إنساناً عنيفاً لا مبالياً، فإلى أين سوف يوصلكم هذا الأسلوب البعيد عن النضج والجدية وعن أسلوب الإنسان المناضل .... إننا نتألم لأجلكم وأنتم تهدرون هذا الجهد العظيم، فلماذا لا ترتقوا بأنفسكم إلى مصاف القيادة الحقيقة؟ يجب أن تحاسبوا أنفسكم على ذلك لأنكم إذا لم تنجحوا بسكب القيادة بشكل صحيح ، لم تتمكنوا من إحداث تغير جذري وجدي في شخصيتكم، عندها تكونوا خدعتم أنفسكم وخدعتم الآخرين أيضاً، وانحرفتم وحرفتم الغير معكم دون أن تشعروا بذلك، والنتيجة سوف تواجهون مصاعب جمة قد تؤدي إلى تصفيتكم بنية حسنة.
وأنا أوضح كل هذا، لأنكم تسعون لتحقيق النجاحات في الثورة، وتصرون في اتخاذ الحرية كأساس لكم، وهذا شيء صحيح ولكن بأية شخصية وبأي أسلوب حياة وعلاقات يمكنكم تحقيق ذلك؟ ونحن نعمل ليل نهار للرد على ذلك، وقمنا بتحليلات شاملة بهذا الخصوص. وهنا يتعين أن لا يهمل أحدنا أو يفهم بحسب مزاجه وأهوائه الشخصية هذه الأمور، فإذا كنتم فعلاً تتمسكون بطريق الحرية وتريدون تحقيق ذلك عن طريق الثورة، فعليكم تحقيق التطورات في شخصيتكم، سيما أن الإمكانيات لأجل التجيش والتنظيم كثيرة جداً فما عليكم سوى السير على نهج القيادة وأسلوبها فالتقرب الصحيح لكل ساحة يعتبر من أحد أساليبنا النضالية، كما أن فرض الحل الثوري على جميع أشكال العلاقات يعتبر من أساليبنا الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها فكروا بهذا جيدا، فإذا اتبعتم هذا الأسلوب فسوف تتمكنون من إنجاز وتحقيق كل شيء. فنحن نتوقف على جميع المسائل ونقو بين حين وآخر بتعريف عدونا ومعرفة قوتنا ومقدرتنا، ونقيم إمكانيات الحزب وكيفية إنجازه لكل هذه المواضع ونضع التحضيرات والمخططات الصحيحة والجدية التي تساعدكم لإعطاء الجواب لكل هذه المسائل.