إلى الشعب الكردستاني المناضل والرأي العام الثوري :
في تاريخ كل شعب هناك ظواهر هامة غيرّت مصيره، مثل الثورة البرجوازية الفرنسية والثورة البلشفية الروسية والثورة الإسلامية.
في تاريخ شعبنا أيضاً فأن هذه الظاهرة ستكون لها تأثير كبير وستؤثر على اتجاه سير تاريخ الإنسانية أيضاً وتوجهها، فهي ظاهرة من هذا النوع . وكما ظهر في تاريخ كل شعب قادة تركوا بصماتهم على التاريخ، مثل الإسكندر الكبير، لينين ومحمد. أن هؤلاء القادة تحوّلوا إلى رواد وتمكنوا من أحياء مراحل هامة في تاريخ شعبهم والإنسانية جمعاء من خلال ممارستهم العملية.
إذا نظرنا إلى تاريخ كردستان فأننا سنجد بان هذا التاريخ دون بشكل متناقض مع حقيقة الكرد. أن تاريخ الكرد هو تاريخ موجه نحو الانهيار ومقلوب رأساً على عقب. أن الإنسان الكردستاني لعب دوراً كبير بين الشعوب وشكلّ أهمية كبيرة على مسرح التاريخ في مرحلة المشاعية البدائية والعبودية، ولكنه بعد أن دخل تحت هيمنة الفرس فقد حريته ولم يتمكن بعد ذلك من تحرير إرادته من بين براثن القوى الحاكمة. أن الشعب الكردي عاشّ آلاف السنين تحت هيمنة القوميات المختلفة، وكما أن كردستان كوطن تحوّل إلى ميدان للحرب والنضال في ما بين القوميات المختلفة في كل المراحل. بينما كانت الشعوب تعيش تطوراً تاريخياً حسب وضعها ومستواها، فأن الشعب الكردي تعقب هذا التطور التاريخي بشكل متأخر ولم يستطع اللحاق بها. أي إن تطوره الاجتماعي بقي في اطار أبعاده البدائية. لقد قام بالانتفاضات من أجل انتزاع حرية وطنه في مرات كثيرة، ولكن بسبب عدم امتلاكه لقيادة ناجحة أو بسبب الخيانة الداخلية وانعدام التنظيم فأن كل هذه الانتفاضات ذهبت أدراج الرياح. في تاريخنا القريب تعتبر انتفاضة شيخ سعيد وانتفاضة ديرسم الأمثلة الساطعة على مثل هذه الانتفاضات التي لم تسفر عن النتيجة المرجوة. أن شعبنا لم يترك وطنه فقط عرضة لهيمنة الأعداء، بل فقد كل عواطفه الوطنية ولغته وقلبه وذهنه أيضاً. أن القوى الحاكمة طبقت سياسة "فرق تسد" بأسوأ أشكالها ومن خلال دمجها بأساليب الحرب الخاصة بحق شعبناً، وقد تم إجبار شعبنا وفرض " الموت الأبيض" عليه والذي يجسد ما يسمى بالإبادة القومية. لقد عاش شعبنا الخيانة والمقاومة معاً. الخيانة الداخلية حاولت فرض ظلالها على المقاومة باستمرار ووصلت إلى النتيجة في كثير من الأحيان.
أن هذا الانهيار التاريخي المنحدر نحو الهاوية توقف مع إعلان تأسيس PKK بشكل رسمي في 27 تشرين الثاني من عام 1978م. لقد حاول العدو تحويل كردستان إلى وطن بدون شعب من خلال فرض المذابح الجماعية وقتل الآلاف بهذا الأسلوب إلى جانب تصفية البعض الآخر بهجمات الكونترا وما سمي بالعمليات التي قيّدت ضد مجهول، و أما الأحياء منهم، فقد حاول العدو أن يرعبهم ويجعلهم يتنفسون رائحة الموت كل دقيقة وكل ثانية. لقد تم تمرير جميع أفراد الشعب الكردي في عملية التعذيب وكثيراً منهم دخلوا في جلسات التحقيق أحياء وخرجوا منها أجساداً ميتة. وبهذا الشكل قدم شعبنا تضحيات كبيرة جداً.
في يومنا الراهن والذي وصلت فيه الحرب إلى درجة ساخنة جداً فأن حزبنا PKK اقترب من النصر من خلال ضرباته المؤثرة وبعزيمة كبيرة وعبر خلق التطور القوي في داخلها والنمو على هذا الأساس مع مرور كل يوم في مواجهة الهجوم الشامل والواسع من قبل العدو. من جانب آخر تحوّلت قوات الكريلا إلى جيش وأنزلت ضربات موجعة بقوات العدو ومن جانب آخر فأن جبهتنا ERNK تنتشر في كل جهات العالم وتنظم شعبنا في بنيتها وتفرغ جميع سياسات الحرب الخاصة التي يسيرها العدو من مضمونها، وتضيف طاقاتها أكثر فأكثر مع مرور كل يوم إلى الحرب وتأخذ مكانها ضمن هذه الحرب بهذا الشكل وتؤكد وحدة الوجود ووحدة القوى للإنسان الكردستاني. مع إعلان البرلمان الكردستاني في المهجر وبناء التحالفات الوطنية، فأن شعبنا يسير خطوة تلو الخطوة نحو السلطة. نحن نقدم تضحيات كبيرة، لأننا نواجه قوات الجمهورية التركية الوحشية ومن خلفها القوى الامبريالية أيضاً. فأما نحن كشعب فأننا ولأول مرة في التاريخ نصل إلى مثل هذه القوة واكتسبنا هذا القدر الكبير من الروح الوطنية وتحولنا إلى أناس يحبون وطنهم واقتربنا من الحرية. ولأول مرة أكتسبنا الشرف والكرامة بهذا القدر الكبير. إننا نسير مرفوعي الرأس في هذه المرحلة نحن الآن ننظر إلى وجه الإنسانية دون شعور الخوف أو العار. لأننا بدأنا نحارب من أجل حريتنا. إن رفاقنا الذين دونوا مقاومة كبيرة أصبحوا ملكاً للتاريخ وهم أصحاب مقاومة أسطورية عظيمة. وكل واحد منهم يمثل منعطفاً لمرحلة من مراحل النصر في حربنا، وهؤلاء الرفاق هم مظلوم، كمال، خيري، فرهاد، ذكية، بيريفان، بريتان، روناهي، فأنهم دونوا مقاومات كبيرة وكونوا تقليداً للمقاومة يتوجب علينا التمسك بها.
على هذا الأساس أريد القيام بهذه العملية الانتحارية وكضرورة لإرتباطي والتحامي بحزبنا PKK وقائدنا آبو وبوطني وشعبي ورفاقنا المقاومين الذي يقاومون الآن في السجون ويحاربون في الجبال من أجل الحرية. سوف أسير بخطوات واثقة ضد العدو على أساس القوة والمعنويات التي أخذتها من شعبي من خلال هذه العملية. يجب أن لا يتحول هذا الوضع الشاذ إلى مصير أبدي لشعبي بعد الآن . أن أكثر الذين يجسدون السلام والأخوة والحب والارتباط بالإنسان والطبيعة والحياة هم نحن. أن ما يجبرنا على هذه الحرب هو هذا الحب. إنني لا أريد أن أقتل ولا أن أقتل. ولكن من أجل أن نكتسب حريتنا لا يوجد سبيل آخر. أن المسؤول عن هذه الحرب والمذنب فيه هي القوى الامبريالية وعميلتهم الجمهورية التركية. أن الصمت يعتبر من أكبر الذنوب . إذا كان كل هذا الدم يجري أمام عيونكم وأنتم صامتين على ذلك ، فإنكم تقترفون ذنباً كبيراً .
إنني أنادي الإنسانية جمعاء، إذا كنتم لا تريدون أن تقترفوا هذه الجريمة بحق الإنسانية، تضامنوا مع الشعب الكردستاني وساندوه . نظفوا قلوبكم وذهنكم من صدأ الامبريالية الذي الحق الضمور بأذهانكم وقلوبكم واستمعوا لنداء وخفقات الحرية لهذا الشعب، لأنه هناك الأخوة والفضيلة الإنسانية والصداقة في هذا الصوت.
إلى شعبي الوطني :
بهذه العملية سوف أحاول أن أتحول إلى لغة حية أخاطب قلوبكم. نحن أولادكم الذين يحاربون بالآلاف في الجبال، نحن مستعدون للتضحية بأرواحنا من أجل مستقبلكم الحر ليس لمرة واحدة بل لآلاف المرات. في هذه المرحلة التي وصلت فيها حربنا إلى نقطة ساخنة يتوجب عليكم أن توحدوا صفوفكم وتصلوا إلى نقطة الحسم في هذا الوضع من الآن فصاعداً. أن حربنا هي حرب الشعب، إذا كان الأمر كذلك فلنقم بتلبية متطلبات هذه الحرب. هناك مثل شعبي يقول " شجرة الحرية تروى بالدماء ". لذا عليكم أن الا تتخلوا عن حريتكم أبداً. يجب عليكم أن تفهموا جيداً بأن وطنكم ثمين للغاية، لهذا السبب يصر العدو على موقفه بهذا القدر، فلماذا نحن لا نكون مصرين؟. هل لنا شيء آخر نخسره غير أجسادنا ؟. بدلاً من أن نموت بدون كرامة، علينا أن نختار الحياة بشرف وكرامة. في هذه المرحلة التي اقتربنا فيها إلى الحرية كثيراً، فأن شعبنا الذي يتمسك بميراث المقاومة التي بدأها PKK فأنها من الآن فصاعداً سوف يتمسك بها أكثر فأكثر. بعد كل هذه التضحيات التي قدمها وسيقدمها بنفس القدر وسيخلق مستقبله الحر بيده ، فأنني على يقين بأنه سوف يأخذ مكانه ضمن المجتمع العالمي بشرف وكرامة وعلى هذا الأساس أقدم سلامي إلى شعبي.
تسقط الامبريالية والاستعمار وكل الأشكال الرجعية
عاش شعبنا وجيشه
عاش القائد آبو