ضحى الآلاف من الشبيبة بأرواحهم في سبيل نضال الحرية لكردستان، وأحد هؤلاء الفدائيين المقاتل حقي (أحمد يافوز).
ولد أحمد يافوز عام 1997 في منطقة بسمل التابعة لآمد، وترعرع في أسرة وطنية، وكان وفياً لثقافته وأرضه وتاريخه، ولذلك تعرف على النضال من أجل الحرية في كردستان في سن مبكرة وقد تأسست شخصيته على هذا النهج، وبالرغم من إنه تلقى تعليمه في مدارس النظام، إلا إنه أدرك سريعاً ان هذا التعليم لم يُجب عن أبحاثه، وأدرك أن النظام يعطيه كل شيء في سبيل عيش حياة ليبرالية بعيدة تماماً عن هويته، ولكن هذه لايغير شي بالنسبة إليه، لقد فرض العدو هذه الحياة في كردستان منذ عدة سنوات، حيث أن القائد آبو وحركة الحرية هما الذين وضعا حداً لهذه الحياة، بالإضافة إلى ذلك وهبوا حياة قيمة، لهذا السبب باشر أحمد بالبحث عن حياة جديدة وقيمة.
ثارت مشاعر الوطنية لدى أحمد كثورة البركان، عندما شن مرتزقة "داعش" هجماتهم على روج آفا، وعلى وجه الخصوص أثرت به الحرب التي يخوضها الكل من سن السابعة حتى الـ 70 عاماً، وقد نتسائل عما نستطيع فعله لحماية هؤلاء الأبرياء في بلدنا، وبالرغم من إنه كان وفياً للحزب وقدم بعض الأنشطة إلا إنه لم يرى ذلك كافياً، حيث أرغمه ضميره على إحداث خطوات أكبر، بالتالي أصغى إلى صوت عقله وقلبه وقرر الإنضمام إلى صفوف الكريلا، أبدى خطوته نحو الحرية في 27 تشرين الأول عام 2014، وفي يوم ذكرى تأسيس الحزب الذي كان عيد القيامة للشعب الكردي، فقد انضم إليه وأطلق على نفسه اسم ميليتان حقي، حيث أبدى رفيق دربنا ميليتان أول خطواته متجهاً لمسيرة الحرية في متينا، وشارك في التدريب الأول للمقاتلين، من بعدها إنضم الى الأنشطة العملية، وعندما وصل الى الحياة التي يتمناها، انضم إلى النضاال بحب كبير، وعندما رأى خلال اليوم الأول ثقافة وأخلاق الكريلا أدرك إنه قد أحرز هدفه، وتعمق رفيق دربنا ميليتان من خلال التدريب على فلسفة القائد آبو، وعلاوة على ذلك مهاراته وإنضمامه في العمل، بداً مسيرته للحرية بقرار صائب وشجاعة كبيرة.
نفذ بعد إنقضاء تدريب المقاتلين الجدد العمليات لمدة ثلاث سنوات، وانضم إلى العديد من العمليات الناجحة من خلال تكتيكات مختلفة، كما قاتل إلى جانب العديد من شهداء كردستان الأبطال ووجه ضربات سديدة للعدو، لذا كل مرة ينصت فيها عن استشهاد رفيق دربه يثور غصبه على العدو بشدة وتزداد رغبته بالإنضمام إلى مهام شاقة أكثر، كما أدرك الرفيق ميليتان بإن التضحية ليست فقط بتأدية العمليات، وإنما هي التضحية بالحياة والشخصية قبل كل شيء، لذا انضم إلى كافة الأعمال بإخلاص كبير، حيث تصرف خلال العمليات التاريخية عندما كان العدو يوجه ضرباته القوية، وأدى مهامه تجاه رفاقه، ومسؤوليه القياديين بلا نقصان في كافة الأماكن التي ناضل فيها.
هناك العديد من التضحيات في كردستان
احتل رفيق دربنا ميليتان مكانته في قلوب رفاق دربه بموقفه الفدائي وعرف التضحية عبر كلامه: "إن الحرب والعيش والموت في سبيل الحرية هو شرف، لايمكن للجميع أن يحظوا بهذه الفرصة، كما أن هذه الفرصة هي التضحية، نستطيع أن نتقبل كل شيء، يمكننا أن نتقبل تفتيت أجسادنا، ولكننا لن نتقبل حياة بلا شرف إطلاقاً، ولأننا ندرك من خلال شهادتنا أن نضالنا يتصاعد وكم اقتربنا من بلوغ الحرية، نحن مضحون لشعبنا وقائدنا أيضاً، حاول الرفيق ميليتان التعمق بكافة المناطق، وتعمق برفاقيته أيضاً، وعلى وجه الخصوص، تقرب من القائد آبو عبر نموذجه الديمقراطي، البيئي، وحرية المرأة، ولهذا السبب فهو يشعر بأنه مدين للمرأة والطبيعة، حيث إنهم يستمدون قوتهم من المقاتلات النساء، ولهذا السبب وطد علاقته مع رفيقات دربه من خلال طريق الحرية.
قاتل حتى أنفاسه الأخيرة
وجه المقاتل الشجاع ميليتان ضربات قوية للعدو خلال كل العمليات، توجه إلى جانب هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع عام 2022 إلى منطقة متينا، وانضم إلى المقاومة ضد هجمات الاحتلال التركي على مناطق زاب وآفاشين وأعرب عن صعوبة العمليات عبر كلماته: "إن حقيقة العملية ونظام التعذيب والإبادة على القائد واضح للجميع، وإن جواب القائد وكافة الأوفياء خلال هذه العملية هو مثال لي، لذا يتوجب علينا أن نأتي بالعدو تحت أقدام القائد، لذلك سننتصر كلما زدنا الهجمات على العدو، سنستمر بخوض نضالنا حتى تحقيق حرية كردستان والحرية الجسدية لقائدنا".
وانضم الرفيق ميليتان إلى العديد من العمليات ضد العدو وقاد رفاق دربه في ساحة المقاومة تلة آمديا، ونفذ مع رفاقه نجوان ميردين وسرخبون باز عملية ضد العدو بتاريخ 16 تشرين الأول 2022 في منطقة كري شهيد بيردوغان، مما أسفر عن مقُتل 14 جندياً تركياً وتدمير مواقع للعدو، حيث أصيب رفاق ميليتان نجوان وسرخبون خلال العملية باصابات خطيرة، ولكي لايقع أسيرا، قام بتفجير نفسه وهو يردد "عاش القائد آبو" لينضم الى رفاقه الشهداء، وليشكل شعلة من التضحية حيث قاتل حتى آخر أنفاسه ونال مرتبة الشهادة.