في الجزء الثاني من المقابلة التي أجراها الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني جميل بايك مع وكالة فرات للأنباء بمناسبة ذكرى المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان، والتي بدأت في 9 تشرين الأول، قيم الهدف من المؤامرة والحرب في الشرق الأوسط.
فيما يلي الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها وكالة فرات للأنباء ANF مع الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني جميل بايك:
"بعد انهيار النظام السوفييتي، نشأ فراغ كبير، وأراد نظام الحداثة الرأسمالية أن يسد هذه الفجوة ويعلن هيمنته على العالم أجمع، ولهذا السبب بدأ حرباً أيديولوجية ونفسية وعسكرية وثقافية، وأصبحت الحرب أكبر وأكبر يوما بعد يوم، وهذا ما يسمى الحرب الهجينة، وهذا النوع من الحرب يجري شنه اليوم، وعلى الرغم من أن القائد آبو بدأ النضال في أنقرة وطوره في شمال كردستان، إلا أن هذا النضال نما أيضاً في أجزاء أخرى، لقد خرج الصراع من الإطار الكردستاني وأثر على الشرق الأوسط أيضاً، لقد كان الشرق الأوسط الأساس الجوهري لنظام الحداثة الرأسمالية. وكان يتوجب منع التأثير الذي طوره القائد آبو على الشرق الأوسط، لأن نظام الحداثة الرأسمالية أراد فرض هيمنته على العالم أجمع، والطريقة للقيام بذلك كانت عبر الشرق الأوسط، ولهذا السبب كان عليهم أن يمنعوا أي شيء من شأنه أن يشكل خطراً على الحداثة الرأسمالية في الشرق الأوسط، لقد رأوا الخطر الذي كان يخلقه القائد آبو، ووضعوا خططاً لكيفية منعه، وليتمكنوا من تنظيم الشرق الأوسط وفق نظام الحداثة الرأسمالية، لضمان مصالحهم في هذه المنطقة، فإذا لم يتمكنوا من احتلال الشرق الأوسط، فلن يتمكنوا من تعزيز وإعلان هيمنتهم في العالم، ولهذا السبب كان الأمر مهماً جداً، لذا وجدوا الحل لمنع القائد آبو، الذي اعتبروه خطراً على أنفسهم، القيام بالمؤامرة الدولية، وبمجرد تحييد القائد آبو، سيتمكنون التدخل بسهولة من تحقيق أهدافهم في الشرق الأوسط، لذلك نفذوا المؤامرة الدولية.
الجميع كان يعتقد إن القائد آبو وحزب العمال الكردستاني والكرد الأحرار سيتم القضاء عليهم
كما أرادت الدولة التركية الاستفادة من ذلك، بهدف تصفية حزب العمال الكردستاني واستكمال الإبادة الجماعية ضد الكرد، ومع ذلك، لم تحصل كل من الحداثة الرأسمالية والدولة التركية على النتائج التي أرادوهما، كما أرادا إنشاء تحالفات أخرى للحصول على النتائج، وهنا أيضاً أقاما بعض التحالفات مع البارزانيين والدولة العراقية، أدركت الدولة التركية أنها إذا لم تتمكن من جمع المحتلين والحكومات في الشرق الأوسط، وجمع هذه القوى والقوى الرأسمالية معاً، فلن تتمكن من تحقيق هدفها المتمثل في تصفية حزب العمال الكردستاني واستكمال الإبادة الجماعية ضد الكرد، وتعمل الدولة التركية حالياً على هذا الأساس، وتقوم بعمل خطير للغاية، لذا يجب على شعبنا وأصدقاؤنا فهم هذه الحقيقة جيداً، إذا لم نفهم هذا الوضع جيداً، فلن نتمكن من خوض نضال صحيح، ولن نتمكن من تحقيق هدفنا، ولن نتمكن من أن نكون أمل الإنسانية.
لقد سأل القائد آبو نفسه عن سبب حدوث المؤامرة، وما هو غرضها، وماذا يريدون أن يفعلوا، وكيف يعارضون المؤامرة، وما الذي يجب فعله لإحباط المؤامرة، وكيف يطور حركة الشعب والإنسانية على قيم الحرية الديمقراطية ويعزز أملهم، وقدم الإجابات في شخصيته، كان الجميع يقولون إن القائد آبو وحزب العمال الكردستاني والكرد الأحرار لن يعودوا موجودين، لكن القائد آبو جعل من نفسه قوة الحل لأنه حلل المتآمرين والمتعاونين معهم بشكل جيد للغاية، وفهم أهدافهم جيداً كما حدد كيفية التغلب على أهداف المتآمرين، ولم يتوقع أحد أن يقف القائد آبو ضد المؤامرة بقوة أكبر، ولهذا السبب طور القائد آبو نموذج جديد للشعب الكردي، وشعوب الشرق الأوسط، الإنسانية، قوى الديمقراطية، قوى الحرية وخاصة النساء والشبيبة، لقد منح أملاً للشعب، النساء، الشبيبة ولأولئك الذين ناضلوا من أجل الاشتراكية والحرية والديمقراطية، وهكذا أحبط بنفسه المؤامرة الدولية، وأراد من حزب العمال الكردستاني، الشعب الكردي، شعوب الشرق الأوسط والنساء وجميع الشعوب المضطهدة إحباط هذه المؤامرة، لقد طور النموذج الجديد على هذا الأساس، يوماً بعد يوم، ينتشر هذا النموذج في جميع أنحاء العالم ويتم فهم حقيقة القائد آبو والشعب الكردي والنساء الكرديات بشكل أفضل.
يحاول النظام الرأسمالي إعادة تصميم الشرق الأوسط لينقذ نفسه من الأزمة
ومن المعروف أن النظام السوفييتي تأسس خلال الحرب العالمية الأولى، خلال الحرب العالمية الثانية تم توسيع هذا النظام وتعزيزه وتطويره، والآن هنالك حرب عالمية ثالثة مشتعلة، إن وضع الحداثة الرأسمالية ليس مثل وضع الحربين العالميتين الأولى والثانية، إنها تمر في أزمة، فوضى كبيرة، يريد أن ينقذ نفسه منها، لكنه لا يستطيع ولهذا السبب تتوسع نطاق الحرب، الحرب التي تتوسع الآن ربما تكون في بعض أنحاء العالم، لكنها في الشرق الأوسط أصبحت بشكل رئيسي وعلني وسوف تستمر هذه الحرب في التوسع ومركزها في الشرق الأوسط، وبالتحديد في منطقة كردستان.
إن الذين يقودون نظام الحداثة الرأسمالية، اتخذوا من الشرق الأوسط قاعدة لهم من أجل خلق الفوضى في النظام ولهذا السبب يقومون بالمزيد والمزيد من الحروب في الشرق الأوسط وربما أصبح من المفهوم الآن أن هذه الحرب التي تستمر هي بيد إسرائيل وحدها وهذا ما هو واضح للعيان ولكن هناك في الواقع أشياء مخفية وهذا بات أكثر وضوحا مع مرور الزمن والنظام يعمل على تقوية دولة إسرائيل في المنطقة ويسعى لحماية إسرائيل في الشرق الأوسط وتعزيز قوته السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية في الشرق الأوسط.
الآن يخوضون هذه المعركة و يحاولون إعادة تصميم الشرق الأوسط من جديد لأن النظام الرأسمالي للحداثة تطور في الشرق الأوسط خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية ،النظام الآن في حالة من الفوضى وقاموا بإنشاء بعض المؤسسات خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية ولكن انهارت كلها، لذلك لا بد من إعادة بناء هذه المؤسسات، ولا بد من إيجاد التوازن ولهذا السبب فإنهم يخوضون حربًا ساخنة جدًا في الشرق الأوسط.
إسرائيل تخوض هذه الحرب وكما تبين فإن الحرب تدور بين إسرائيل وإيران وربما يكون هذا صحيحا من جانب ومن جانب آخر فإن الحرب ليست بين إسرائيل وإيران فقط فالحرب هي في الأساس بين الحداثة الرأسمالية والحداثة الديمقراطية وعلى هذا الأساس الحرب مستمرة.
أن دولة الاحتلال التركي غير راضية عن هذه الحرب إنها تتظاهر بأنها ضد إسرائيل، تركيا ليست ضد إسرائيل ،لماذا يعيشون في صراعات ويعلنونها !لأن دولة الاحتلال التركية تقول "أنا دولة تابعة لحلف الناتو" ويجب على الناتو والنظام الرأسمالي أن يقبل بحداثتي وأنا مستعد لذلك، لقد أوصلني هذه النظام بنفسه إلى السلطة لاستكمال مشروع الإبادة الجماعية للكرد ولتصفية حزب العمال الكردستاني ولكي نكون قادرين على بناء نظامٍ قويٍ في الشرق الأوسط ولهذا السبب قمنا بتعزيز قوة داعش والآن تتخذون من إسرائيل كقوة أساسية وتعملون على تعزيز قوتها.
والآن تعملون على تكريس وتفعيل دور بعض الدول العربية وإسرائيل وهذا ضد مصلحتي" وترى إيران أن ذلك يتعارض أيضاً مع مصالحها، فكلاهما قاما بتأسيس دول كبيرة في الشرق الأوسط، فإن أحلامهم مبنية على ذلك، لكن النظام الآن يضعفهم من خلال إسرائيل، ومن خلال بعض الدول العربية وإذا كانت إيران وتركيا في صراع مع إسرائيل فلهذا السبب، ولكن دولة الاحتلال التركي ليست ضد إسرائيل وعلى المرء أن يفهم هذا جيدًا.
يتم ممارسة حرب إبادة جماعية على الشعب الكردي والشعب الفلسطيني وشعوب الشرق الأوسط. لا يقف في وجههم أحد؛ لماذا؟ لأنهم يريدون إعادة تنظيم الشرق الأوسط لأجل خدمة النظام الرأسمالي الحديث ولهذا السبب لا يريدون لشعوب الشرق الأوسط أن تنتصر في هذه الحرب ولذلك فإنهم يخوضون هذه الحرب ضد الشعوب حتى يصبح الشعب ضعيفاً، حتى لا يتمكن من الحصول على نتائج في هذه الحرب ليتمكن من بناء نظامه الخاص.
يجب على المرء ان يتمحص في النظر، فإسرائيل تقول بإننا قتلنا الكثير من الإرهابيين، بينما تقول دولة الاحتلال التركي بأنها تقتل الإرهابيين كل يوم، إذً فهناك تنافس بين إسرائيل وتركيا حول عمليات القتل والمجازر.
فالسياسة التي يتم تنفيذها يتم بالاعتماد الكامل على هذا المبدأ، أين تكمن القضية؟ ستعزز إسرائيل هيمنتها في الشرق الأوسط، وستعزز تركيا هيمنتها، فالمشكلة هنا وعلينا أن نفهم هذه الحقيقة حتى لا نقع في الأخطاء، نحن ضد هذه الحرب ونحن ضد هذه الإبادة وفي مقابل ذلك فإننا نقوم بتعزيز نضال الشعوب والنضال من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة وسنعمل على تعزيزه بشكل أكثر.
القوى الحاكمة لا تريد حلاً ديمقراطياً في الشرق الأوسط
الذين يقومون على قيادة النظام الرأسمالي الحديث لا يريدون أن يحدث أي تقدم في مسار الحل في الشرق الأوسط ولا مسار الحل الديمقراطي والديمقراطية والحرية، بل يعملون على تأجيجها، لأن مصالحهم تتماشى وفق ذلك ، يعمل القائد آبو و حزب العمال الكردستاني على إخراج الشرق الأوسط من هذه الحرب القذرة، والبدء في فتح صفحة جديدة، إنه يريد تعزيز الديمقراطية والحرية والديمقراطية والعدالة في الشرق الأوسط و تعزيز وحدة الشعوب ووحدة الأديان والثقافات ويرون أن ذلك يشكل خطرا على مصالحهم و لذلك يعملون دائمًا على تعميق الحرب والإبادة الجماعية بين الشعوب والأديان والثقافات حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم هنا.
ولهذا السبب يعملون على إعاقة الحل الذي يريد القائد آبو تطويره في الشرق الأوسط، والذي لا يحدث في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم كله.
أولاً؛ تنظيم داعش؛ قاموا بتطوير داعش في الشرق الأوسط وهؤلاء هاجموا من في البداية؟ لقد هاجم حزب العمال الكردستاني؛ لماذا؟ لأنهم أرادوا منع حل نهج الأمة الديمقراطية ولهذا السبب هاجموا الكرد و حزب العمال الكردستاني، ليتمكنوا من تعميق المشكلة التي خلقها نظام الحداثة الرأسمالية في الشرق الأوسط وعلى هذا الأساس ليتمكنوا من وضع الشرق الأوسط تحت خدمتهم.
والأكثر من ذلك قامت دولة الاحتلال التركي بوضع تلك القوى خلف تنظيم داعش وما زال هذا الوضع مستمراً، إنها تريد أن تفرض نفسها بهذه الطريقة في الشرق الأوسط وأيضاً على نظام الحداثة الرأسمالية، أي بمعنى كأنها تقول لأحد إذا كنت تريد أن تفعل شيئًا ما في الشرق الأوسط، فيجب عليك أن تفعل ذلك من خلالي ولا يمكنك أن تفعل ذلك بدوني و تحاول أن تقبل نفسها عليهم بهذا الشكل.
والآن يقف حزب العمال الكردستاني والكرد الأحرار ضد ذلك، فهم لم يسمحوا لداعش وأمثالها، بإحداث دمار واسع النطاق في الشرق الأوسط بل منعوا ذلك وإذا كان القائد آبو وحزب العمال الكردستاني والكرد الأحرار مستهدفين في كل مكان اليوم، فهذا هو السبب.
أي أنهم يقولون بأنكم لم تسمحوا بتفاقم الصراع في الشرق الأوسط ونحن نسعى إلى تفاقمها وتعميقها وانتم لا تسمحون، ولهذا السبب فهم يعادون وإذا كانوا معاديين لحزب العمال الكردستاني فهم معادون للقائد آبو والأمة الديمقراطية وهذا هو السبب ولهذا السبب فإن الحل الذي طوره القائد آبو للشرق الأوسط، والإنسانية يجب أن يتم تعزيزه بشكل أكبر وكلما تعزز النضال على هذا الأساس كلما تحققت مطالب وأماني الشعوب والإنسانية.
ولا تزال الفوضى داخل نظام الحداثة الرأسمالية في تزايد مستمر، وفي هذه الحالة يمكن لثورة الحداثة الديمقراطية أن تتقدم وتنتصر ولهذا السبب فإن الحرب الرئيسية تدور في هذا السياق، لذلك من يقول أنني ضد نظام الحداثة الرأسمالية فأنَّ هذا النظام هو ضد المجتمع و ضد الإنسانية و ضد الحياة و عليه أن يبني النضال الذي يقوم به القائد آبو من أجل الشعب والإنسانية أساساً له.
الحل يكمن في نموذج القائد آبو، الحل في النظام الكونفدرالي الديمقراطي ،الحل يكمن في الأمة الديمقراطية ولذلك فإن النظام الرأسمالي هو من يخوض الحروب في الشرق الأوسط ومن يقودها هو بينهم وعلى رأسهم كل من أمريكا وإسرائيل .
وأنَّ إيران وتركيا هما الدولتان اللتان لهما أهدافهما الخاصة في الشرق الأوسط و لكن نظام الحداثة الرأسمالية يقوم على أعاقة أهدافهم ومخططاتهم ولهذا السبب فكلاهما قلقان ويران أن التطورات التي تحدث ليست في خدمة مصالهم، إنهم قلقون بسبب ذلك ولهذا من الضروري تطوير ثورة الحداثة الديمقراطية في هذه الصراعات وهذا واجب الجميع في الشرق الأوسط".
يتبع...