إلى الإعلام والرأي العام!
استشهد عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني والقيادي في أكاديميات آبولو ديرسم نورحق في هجوم العدو على مناطق الدفاع المشروع في 1 تشرين الأول 2021.
وفي ذكرى استشهاده نستذكر رفيق دربنا ديرسم نورحق، أحد القادة البارزين في حزبنا حزب العمال الكردستاني PKK، بكل احترام وامتنان، ونجدد عهدنا بالولاء لذكراه.
تمكن رفيقنا ديرسم، الذي كان يهدف إلى القضاء على هجمات الإبادة الجماعية على شعبنا من خلال الانضمام إلى نضالنا من أجل الحرية بإيمان ووعي قويين، الذي بدأ بقيادة القائد آبو، من الحفاظ على هذا الموقف طوال حياته، وشارك في الحياة والحرب بشكل فدائي من أجل القيم التي يؤمن بها، درب ونظم نفسه من جميع النواحي، بقلب مملوء بالانتفاضة، جعل من الفدائية الهدف الوحيد والمبدأ الوحيد لحياته، وباعتباره زاهداً معاصراً ومناضلاً فدائياً آبوجياً، فقد أصبح أحد قادتنا الشجعان الذين تركوا بصماتهم على تاريخنا النضالي، خلال 31 عاماً من النضال في كافة أنحاء كردستان؛ حارب بلا انقطاع في جغرافية واسعة من الجنوب الغربي إلى ديرسم، من سرحد إلى عفرين، من خاكورك إلى زاب وقنديل والعديد من المدن التركية، لقد ترك بصمته على العديد من الانتصارات كطالب ومعلم موهوب للأيديولوجية الآبوجية.
الرفيق ديرسم الذي ترك بصمة لا تمحى في قلوب جميع رفاقه وشعبنا بشخصيته الزاهدة الصادقة والمخلصة، كان حاسما في تحقيق العديد من الانتصارات بالعمق الذي وصل إليه في أسلوب العمل الآبوجي وفي إرساء الأساس للعديد من الأعمال المهمة بجهده وتضحياته، وبهذا المعنى، أصبح ثورياً في اللحظة وفي ذلك العصر، وقد نجح في الوفاء بمسؤولياته التاريخية في كل العصور، وجعل الرفيق ديرسم، الذي يضع حبه وولائه لقائدنا ورفاقه فوق كل شيء، تنمية هذا الالتزام والحب أحد أهدافه الرئيسية، وأصبح مدافعاً قوياً ونصباً حياً لمبدأ الرفاقية الذي هو الجوهر الحي لحزب العمال الكردستاني، وبهذا الموقف وهذا الجهد، اعتبر حزبنا جديراً بأن يكون عضواً في اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني.
وبفضل مستواه الأيديولوجي ووعيه العسكري، بذل جهداً كبيراً لتعزيز حرب الشعب الثورية، وأصبح أحد القادة الأبطال والقياديين لهذه العملية الثورية، وبالتالي سطر اسمه في تاريخ نضالنا، وأصبح نضال رفيق دربنا ديرسم الملحمي ومسيرته الثورية البطولية مثالاً لرفاقه والشبيبة الكردية وجميع أبناء شعبنا، ولن ينسى أبداً.
بصفتنا رفاقه ومناضليه، في ذكرى السنوية لاستشهاده، نستذكر رفيق دربنا ديرسم نورحق بكل احترام ومحبة وامتنان، ونتقدم بتعازينا إلى كافة أبناء ملاطيا وشعبنا الكردستاني، وخاصة إلى عائلته الوطنية الكريمة، ونجدد عهدنا لرفيق دربنا وقيادينا ديرسم نورحق بتحقيق هدف وحلم كردستان حرة، اشتراكية ومستقلة الذي كان يتوق إليه.
المعلومات التفصيلية حول سجل رفيقنا الشهيد ديرسم نورحق:
|
الاسم الحركي: ديرسم نورحق الاسم والكنية: عزالدين إينان مكان الولادة: ملاطيا اسم الأم- الأب: جنة - حسن تاريخ ومكان الاستشهاد: 1 تشرين الأول 2021\ مناطق الدفاع المشروع. |
ديرسم نورحق – عزالدين إينان
في مرحلة لم يجرؤ أحد على لفظ اسم الكردايتية، وساد صمت الموت في كردستان، ظهر القائد آبو والآبوجيين الأوائل، بشكل لم يتوقعه أو حتى يتخيله أحد، على مسرح التاريخ، واحتلوا مكانة خاصة في قلوب شعبنا بممارستهم الموحدة، بتضحياتهم من أجل الثورة، بموقفهم وأسلوب حياتهم، حيث حقق الآبوجيين في البداية تقدماً كبيراً في فترة قصيرة، وأصبحوا أملاً وإيماناً، وأصبحوا حركة الحرية نحو طريق الانبعاث، ضد الهجمات اللاإنسانية التي شنها طغمة 12 أيلول العسكرية الفاشية في كل شارع، في كل قرية، في السجون والجبال، جعل حزب العمال الكردستاني المقاومة أساسه وبإرادته القوية، وعلى عكس توقعات العدو، دفع شعبنا إلى التوحد حول القائد آبو وحزب العمال الكردستاني، وخاصة مع القفزة التاريخية في 15 آب 1984، انضمت الشبيبة من كافة شرائح شعبنا إلى صفوف الكريلا، وشاركوا في الأعمال الثورية بتضحيات كبيرة لتحقيق هدفهم المتمثل في كردستان حرة، اشتراكية ومستقلة.
رفيقنا ديرسم، الذي ولد في عائلة كردية علوية تنتمي إلى عشيرة باليان النبيلة والعريقة في ناحية ماجوران التابعة لملاطيا، نشأ في بيئة قروية طبيعية، وكان رفيقنا، الذي التحق بالمدرسة الابتدائية هنا، يقضي معظم وقت فراغه بعد المدرسة في العمل مع عائلته في البساتين وتربية الحيوانات في القرية، وتحت تأثير عائلته ودائرته المقربة، أصبح مهتماً ومتعاطفاً مع النضال الاشتراكي منذ سن مبكرة، بسبب الضغط الشديد الذي كان يمارسه العدو، تطورت معارضة رفيقنا ديرسم للدولة التركية التي تمارس الإبادة الجماعية في الغالب من خلال إنكار المعتقد العلوي واليساري، ورفيقنا الذي بدأ يسمع عن الآبوجيين في ريعان شبابه، أعجب بموقفهم الواضح والصلب ضد العدو، لكنه لم يعرف عنهم الكثير، خاصة عندما قامت الطغمة العسكرية الفاشية في 12 أيلول 1980، على الرغم من تصفية العديد من الجماعات اليسارية أو إبعادها عن أهدافها، إلا أن نضال حزب العمال الكردستاني المستمر بإرادة عظيمة أثار إعجاب رفيقنا ديرسم ومكنه من الحفاظ على آماله في الاشتراكية حية، رفيقنا، الذي شعر بالضغط الشديد الذي مارسه العدو على شعبنا في آمد، حيث ذهب لمواصلة تعليمه الثانوي عام 1983، توصل إلى استنتاج مفاده أن الثورة الحقيقية كانت ممكنة مع الفدائية الكاملة للنضال، بعد رؤية الكثير من الناس الذي خرجوا من سجن آمد هناك، سعى إلى تعلم البنية الاجتماعية الكردية بشكل أفضل خلال إقامته في آمد، بذل أيضاً جهداً لتطوير الوعي الكردي، وكثف فيما بعد بحثه عن النضال في إسطنبول، حيث التحق بالجامعة عام 1986، ودخل في عملية نقاش مكثفة مع الطلاب الكرد الثوريين والوطنيين الذين التقى بهم هناك، كما بدأ رفيقنا، الذي شارك في الأنشطة الطلابية الشبابية، في البحث عن طرق للتعرف على حزبنا، حزب العمال الكردستاني، عن كثب، وبدأ بقراءة المانفيستو الأولي "طريق الثورة الكردستانية" للقائد وتحليل القائد، بعدها قرر الانضمام إلى حزبنا، حزب العمال الكردستاني، باعتباره ثورياً محترفاً، إن العمليات الفعالة التي نفذها جيش التحرير الشعبي الكردستاني ARGK ضد التشهير بحزبنا الذي قامت به الدولة التركية وبعض الجماعات الشوفينية الاجتماعية التي تستخدم لغة الحرب الخاصة، كشفت حقيقة كل من العدو وهذه الجماعات الشوفينية الاجتماعية التي تتظاهر بأنها ثورية، ومع ظهور الحقائق واحدة تلوا الأخرى في الثمانينات من خلال النضال الحازم لحزب العمال الكردستاني، أصبح تصميم رفيقنا ديرسم على الانضمام إلى النضال أقوى، حيث قام رفيقنا ديرسم بأنشطة فعّالة في اسطنبول والبيئة الجامعية خلال فترة اتحاد شبيبة كردستان YCK والتي تركت بصماتها على حقبة معينة وخلقت تقاليد نضالية عميقة الجذور، فيما تم اعتقاله ثلاث مرات بسبب عمله الثوري هناك. لكن ضغوط العدو هذه، لم توقف رفيقنا ديرسم، بل زادت من تصميمه على النضال، وعلى هذا الأساس، توجه رفيقنا الذي ترك كلية الصحافة والإذاعة بجامعة مرمرة حيث درس، إلى جبال كردستان وانضم إلى صفوف الكريلا في كفر عام 1990.
أحرز رفيقنا ديرسم تقدما كبيرا في فترة قصيرة من يوم التحاقه بصفوف الكريلا وواصل البحث أيديولوجياً وعسكرياً واجتماعياً. وعلى وجه الخصوص، بذل جهوداً كبيرة لمعرفة حقيقة الكرد وطريقة نضال حزبنا، وبسبب سياسات الإبادة الجماعية التي ينتهجها العدو، من حيث اللغة والثقافة، واجه صعوبات، ولكن لحل هذه الصعوبات بادر إلى العودة إلى جوهر شخصيته بكل عزيمة وإصرار كبيرين. لقد تعلم التاريخ والبنية الاجتماعية والثقافية لشعبنا بعمق، خاصة من خلال إجراء بحث مهم حول تاريخ كردستان، فيما حاول الرد على هجمات العدو الشاملة ضد الكريلا عام 1990 وبعد انضمامه إلى صفوف الكريلا، بينما كان حديث العهد كمقاتل، كان في طليعة العمليات ضد هجمات العدو، لقد تعلم الكريلاتية في ساحة المعركة من خلال المشاركة في العديد من العمليات التي وجهت ضربات قوية للعدو في منطقتي جلي وجولميرك، الرفيق ديرسم، الذي تميز بشجاعته ومشاركته الحماسية، نال احترام وثقة جميع رفاقه بممارسته العملية، لدرجة أنه قام بدور نشط في العملية الفدائية من خلال توليه مهمة قائد الفرقة قبل نهاية عامه الأول، وفي الوقت نفسه، حاول رفيقنا الذي لم يتردد في النضال الأيديولوجي ضد عقلية وميول العصابات في المناطق التي كان يتواجد فيها، أن يحقق متطلبات النضال الآبوجي بحياته وموقفه، رفيقنا ديرسم، الذي أتيحت له فرصة الذهاب إلى ساحة القائد باقتراح من رفاقه، ووعد بتقديم مشاركة أكثر كفاءة لتكون جديرة بهذه اللحظة التي وصفها بأنها من أكثر اللحظات التي لا تنسى في حياته ولرفاقه الذين وثقوا به.
دخل رفيقنا ديرسم المجال القيادي كمناضل في أكاديمية معصوم قورقماز العسكرية في سهل البقاع عام 1991، رأى رفيقنا ديرسم فرصة كبيرة لنفسه للتوجه إلى مجال القيادة والالتقاء بالقائد آبو بنفسه والانضمام إلى تدريباته، في هذه المرحلة التدريبية ركز على أسلوب قائدنا وإيقاعه وشخصيته الاشتراكية، كما تعمق في تحليل شخصية قائدنا وتاريخ حزبنا وحاول بناء شخصية ثورية مفعمة في نفسه.
نال رفيقنا ديرسم بمشاركته وإصراره ومستوى تصميمه في حرب الكريلا ثقة قائدنا وجميع رفاقه وتحدث في تقريره عن هذه المرحلة كالتالي: "عندما كشف القائد عن مسؤوليتي اتجاه المجموعة أمام رفاق الأكاديمية وسأل "هل يمكنني القيام بذلك، بدون أي تقصير؟" ثم ارتجفت ركبتي، لقد ضغطتُ على نفسي بشدة لكي لا أرفض ذلك، سيكون هذا بمثابة موقف الضعيف وفي مثل هذا الحال لأجل أداء الواجبات ولبناء المناضل العصري يجب الدخول في المجال التدريبي والقيام بالتحليلات وكان من الواضح أن القائد قد رأى هذا الوضع فشجعني بالقول: "سنستغل كل الفرص المتاحة للحزب وسنرسلكم إلى الإيالة "استخدم حرب الكريلا واحمِ نفسك" عندما تم اعطائي القيادة بهذه الطريقة أدركت أنه مع وجود مناضل خارج الخط لا يمكن للمرء أن يكون جديرًا بالقيادة.
اتجه رفيقنا ديرسم على هذا الأساس بمسؤولية مجموعة من الرفاق ،بجهد كبير ورغبة كبيرة ووصل إلى المنطقة الجنوبية الغربية في غرب الفرات وقد أنجز بنجاح المستوى الأول من المهمة التي كلفه بها قائدنا وصل إلى المنطقة الجنوبية الغربية عام 1991 وأدى مهامه كمناضل فدائي حتى عام 1994 وخلال هذه الفترة ناضل بشكل رئيسي في إنجيجك ونورهاك وبينبوغالار، وفي مناطق سمسور ومرعش ومالطيا وأضنة و بين الأعوام 1994-1995، عمل كمناضل في منطقة ديرسم و كوتشغيري.
كان رفيقنا ديرسم مناضلاً شجاعاً لا يهاب الموت، أصيب في ذراعه عام 1995 في منطقة ديرسم وفي عام 1996 في المنطقة الجنوبية الغربية أصيب في ساقه وفي عام 1998 سقط من أعلى التلة وتعرض جسده لإصابات أيضاً في منطقة أنطاليا إلا أنه رأى في هذه الإصابات موضع عزاً لثورته الاحترافية، وبعد أن تعافى رفيقنا من هذه الإصابات استمر في مواصلة نضاله وفي تلك السنوات التي حقق فيها نضالنا الفدائي تقدماً كبيراً و بصفته فدائياً وقائداً لجيش التحرير الشعبي الكردي قام بواجباته على أكمل وجه وأراد أن يكون جديراً بجهود وعمل القائد والشهداء الأبطال ولهذا السبب لم يتهرب من المسؤولية وقام بالعديد من الواجبات بما في ذلك كونه عضوا في قيادة المنطقة.
وفي محاولة إخراج الكريلا من هذه المناطق انضم للعمل بكل شخصيته ضد هجمات العدو وفي الوقت نفسه خاض نضالاً إيديولوجيا ضد النزعة الأنانية بين رفاقه وكان لرفيقنا ديرسم تجارب أيديولوجية وعسكرية وتنظيمية مهمة في هذه المرحلة ولم يتوقف عن جهوده لحظة واحدة بل حاول تحقيق وعد النصر الذي قطعه للقيادة. أراد رفيقنا أن ينقل نضالنا الفدائي إلى المدن التركية ولم يمنع نفسه من القيادة في هذا الشأن، وذهب مرة أخرى في عام 1997 إلى منطقة طوروس مع مجموعة من رفاقه وعمل هنا لمدة عام من طوروس وحتى البحر الأبيض وبأمر من القيادة غادر مع مجموعته ليعود إلى المقاطعة الجنوبية الغربية. تمكن رفيقنا ديرسم الذي كان قائدًا ذو تفكير متجدد من الحصول على مناصب مهمة من خلال ممارسته في طوروس وأعد الأساس للعديد من المهام التي يتعين القيام بها لاحقًا وبهذه الطريقة تم تنفيذ أسلوب عمل أبوجي بأفضل طريقة ثم عمل رفيقنا في منطقة أمانوس وطوروس مرة أخرى وهنا خاض تجربة حرب الكريلا بشكل كبير وتحول إلى قائد اسطوري لحرب الكريلا.
لقد أثرت المؤامرة الدولية ضد قائدنا عام 1999 على شعبنا وأصدقائنا ورفاقنا، و كان لها تأثيرٌ عميق على رفيقنا ديرسم بشكل خاص، إن اكتشاف عدم التعاون الذي أدى إلى المؤامرة وضع رفيقنا ديرسم في عملية بحث عميق بصفته مناضلا وقائدا قياديا، حاول أن يفهم أنه لم يقم بمسؤولياته بشكل مرضٍ وأن عبء الثورة ترك تماما على عاتق قائدنا وحاول تحليل أسباب ذلك في شخصيته. عرف رفيقنا ديرسم أن المرحلة ما بعد المؤامرة ستكون مختلفة وأكثر صعوبة من أي وقت مضى، لذلك حاول أن يجهز نفسه لهذه المرحلة ويحرر نفسه من الضغوط النفسية، لقد أراد رفيقنا الوصول إلى المناطق التي كان يعيش فيها والقيام بأنشطة فعالة هناك وأقنع رفاقه بهذا الأمر لكن بعد نداء قائدنا بانسحاب الثوار إلى مناطق الدفاع المشروع اضطر رفيقنا إلى تأجيل هذه الخطة. ومن منطلق إيمانه العميق بالقائد تصرف بأمر قائدنا وعاد إلى مناطق الدفاع المشروع وانضم رفيقنا ديرسم إلى أكاديمية مظلوم دوغان المركزية لحزب العمال الكردستاني وقام في مرحلة التدريب بتقييم ممارسته السابقة ومن ناحية أخرى حاول فهم المرحلة.
اعتقد رفيقنا ديرسم كقائد متفاني أنه يجب أن يحاسب العدو وعلى هذا الأساس قام بالبحث العميق وفي هذا السياق وضع بعض الخطط وانتظر تلك اللحظة ليعود إلى شمال كردستان مرة أخرى، إن اتجاه التصفية والخيانة الذي تم تنفيذه كاستمرار للمؤامرة الدولية التي حاولت إخراج حزبنا والكريلا من القوة المقاتلة، الأمر الذي أثار غضبا كبيرا لرفيقنا ديرسم وفي مواجهة هذا الاتجاه أظهر موقفًا ملموسًا اتجاه الخونة وسياسة التصفية وأصبح عنصراً قويًا للخط الأبوجي.
وبناء ًعلى مرافعات قائدنا فقد قضى على العقبات واحدةً تلو الآخرى ببحثه العميق وأعد نفسه للخطوة القادمة وعندما أصبح عودة مقاتلي الكريلا إلى شمال كردستان على جدول الأعمال مرة أخرى، شارك مرة أخرى خطته السابقة مع رفاقه وأراد دخول المقاطعة الجنوبية الغربية، لقد شعر رفيقنا ديرسم بأنه مستعد لذلك من الناحية العسكرية والأيديولوجية والروحية فتصرف بتصميم كبير ضد المؤامرة المحاكة ضد قائدنا.
انتقل رفيقنا ديرسم الذي كان محل ثقة لرفاقه في كل الساحات إلى منطقة سرحد في عام 2003 وبسبب ضرورة النضال وبصفته قائدًا لمنطقة سرحد مارس نشاطه العملي في هذا المكان حتى عام 2006 وقدم الكثير من العمل لنجاح خطوة 1 حزيران 2004 والمرحلة التي تلتها، أراد رفيقنا أن يمارس مهامه في جغرافية الحدود الصعبة وبعد الممارسة هنا عاد إلى مناطق الدفاع المشروع وبدأ بالعمل تحت أوامر القيادة العامة لمركز القرار لدينا. وكان رفيقنا ديرسم الذي ركز على التدريب في ذلك الوقت، مشغول بشكل خاص بتدريب رفاقه الذين جاؤوا من الشمال وقام في أكاديمية حقي قرار بتقييم الممارسات السابقة وتعزيز معرفته عام 2006 وفي إطار هذا العمل وأتيح لرفيقنا فرصة رؤية العديد من المجالات والالتقاء بالآلاف من الرفاق ومشاركة تجاربه مع رفاقه.
لقد حصل على نتائج مهمة من المناقشات مع رفاقه وكقائد شعر بالمسؤولية عن جميع أوجه القصور لدى رفاقه وعمل بجد لحل أوجه القصور، ولم يشتكي رفيقنا ديرسم أبدًا من المشاكل ولم يسلمها لأي شخص ولم يقف جانبًا وباعتباره مناضلا فدائياً من مناضلي الأبوجين أصبح قوة الحل وتحمل المسؤولية عن مشاكل رفاقه وشعبه وحاول إيجاد بديل والوفاء بالمهام الثورية في ذلك الوقت. وبهذا الفهم تحرك من الناحية الأيديولوجية في عملية نضالية أساسية لإزالة النقائص بادئ ذي بدء تولى في منطقة خاكورك قيادة العديد من ولايات مناطق الدفاع المشروع على مستويات مختلفة وعلى هذا الأساس دخل في ممارسة قوية وقاد العديد من الأنشطة الناجحة، لقد شعر في قلبه بالرفاق الذين استشهدوا في هذه الأعمال فقاتل بكل قوته من أجل كرامتهم ولم يضحي بنفسه فقط بل وأصبح قائداً مثالياً ولهذا السبب، كان موضع ثقة ومحبة كبيرة بين جميع رفاقه وبهذه الطريقة أعد نفسه لمهام أكبر.
شارك في عملية التدريب في مركز حزب العمال الكردستاني عام 2010، حيث أراد أن يتعمق في النموذج الديمقراطي والبيئي وتحرير المرأة للقائد آبو والارتقاء به إلى مستوى قيادة حرب الشعب الثورية، لقد أدرك أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التعمق في أسلوب القائد آبو في النضال والفلسفة وتناول التعليم بهذه الجدية و على وجه الخصوص مستوى التصميم في المؤتمر العاشر لحزبنا، حزب العمال الكردستاني و لكي يتمكن من تمثيله بشخصيته انخرط بشكل كامل في تعليم ونضال الخط الأيديولوجي والتنظيمي.
لقد أعد رفيقنا ديرسم نفسه بعمق لمهام العصر الحديث خلال عملية التدريب وشعر بثقل العملية الثورية وعاشها ومع علمه أن الحياة والحرب لن تكونا كما كانتا من قبل، فقد أعد نفسه لجميع مهام الثورة كقائد قيادي وبالقوة التي تلقاها من التدريب عمل لفترة في مناطق الدفاع المشروع وفي عام 2010 انتقل إلى منطقة أمانوس. وفي عامي 2010 و2011، تولى قيادة ساحة أمانوس، الذي يمثل الفترة الأكثر أهمية لحرب الشعب الثورية. واصل رفيقنا ديرسم مسيرته الثورية الثابتة والرائعة في أمانوس بكل تصميم.
في عام 2011، مع "ربيع الشعوب" أدت الحركة الشعبية في روج آفا وسوريا إلى عملية ثورية، أدت إرادة شعبنا في الإدارة الذاتية إلى مستوى جديد من الثورة، لقد لفت غرب كردستان وخاصة الخطوة الثورية لشعبنا في عفرين انتباه العدو لشعبنا وسرعان ما أصبح هدفاً للهجمات، ونظرًا لكوننا هدفًا لمرتزقة داعش و للجماعات المرتزقة الأخرى في عفرين فقد واجه شعبنا خطر المجازر.
كما توجه رفيقنا ديرسم من أمانوس إلى عفرين مع مجموعة من الرفاق وخاض نضالاً تاريخياً هناك، تواصل رفيقنا ديرسم مع أهالي عفرين الذين قدموا على مدى سنوات أبنائهم الأكثر قيمة وبكل ما يملكون للثورة من أجل انتصار النضال من أجل الحرية وخاصة بالنسبة لثورة الحرية التي ينبغي حماية شعبنا في عفرين بموارد كبيرة، فهو لم يصمت عن نداء حركتنا وإظهار امتنانه لشعب عفرين، أراد أن يأخذ مكاناً معهم خلال عام 1991 حشد أهالي عفرين كافة طاقاتهم للدخول إلى إيالة الجنوب الغربي، التي ظلت دائماً في ذاكرة رفيقنا وتأثرت بتفاني أهالي عفرين في النضال وبعد 20 عاماً وصل مرة أخرى إلى أهل عفرين التي كانت مكان الشغف والسعادة بالنسبة له في مواجهة المرتزقة وهجومهم على شعبنا وأرادوا تدمير مكتسباتنا، عمل شعبنا ليل نهار بإصرار وحماس كبيرين من أجل الثورة، وناضل لأجل قيام أهالي عفرين في تنظيم أنفسهم ولتطوير النظام الديمقراطي و لقيام الشبيبة الثورية بالحماية الجوهرية.
كان رفيقنا ديرسم يتمتع بموقف قوي وشجاع ونضال الفدائي الأبوجي وقيادة قوية وكما قال شعبنا، تفوح منه رائحة القيادة أصبح مصدرًا كبيرًا للمعنويات والقوة لشعبنا في عفرين، دخل رفيقنا ديرسم قلوب أهلنا في عفرين بمثابرته وممارسته وترك آثاراً لن يُنسى وبعد أن أنهى مهمته في عفرين وقيادة شعبنا إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية، عاد إلى شمال كردستان.
وبعد النشاط والممارسة العملية في شمال كردستان، توجه رفيقنا ديرسم إلى مناطق الدفاع المشروع لقد تولى المسؤولية كقائد لأكاديميات أبولو لتطوير قيادة الفدائي الأبوجي لرفاقه للترويج لعصر جديد من حرب الكريلا وقيادة النصر، لقد عمل رفيقنا ديرسم وناضل في كل منطقة في كردستان تقريباً وأعطى كل مكاسبه لرفاقه المقاتلين بحب ورغبة كبيرين.
لقد كان رفيقنا ديرسم عاملاً عظيماً في مجال الحداثة الديمقراطية، التي أصبحت نتائجها وأهميتها أكثر وضوحاً اليوم والذي استشهد نتيجة هجوم العدو بتاريخ 1 تشرين الأول 2021، أثناء محاولته أداء واجبه، إن النضال الأسطوري لرفيقنا ديرسم ومسيرته الشجاعة وثورته البطولية، سيُنظر إليه دائمًا كمثال يقتدى به من قبل رفاقه والشبيبة الكردية وجميع أبناء شعبنا ولن يُنسى.
1 تشرين الأول 2024
المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي