المناضل الثوري الأممي الشهيد عزيز عرب من المكون العربي، التحق بحركة التحرر الكردستانية قبل 34 عام، وجد وحدة وحرية الشعوب في جبال كردستان، وكلماته كـ “هذه القيادة، وهذه البطولة ستوصلنا إلى النصر”، تتحقق اليوم.
ولد الشهيد والمناضل نادر شيخ حسن الاسم الحركي عزيز عرب، الذي كان أول ثوري من المكون العربي يلتحق بحركة التحرر الكردستانية في قرية ميرمين التابعة لمقاطعة عفرين في عام 1964، وترعرع في كنف عائلة وطنية متوسطة الحال من الناحية المادية، ودرس المرحلة الابتدائية في مقاطعة عفرين، ودرس المرحلة الإعدادية في حلب بعد ان انتقلت عائلته من عفرين إلى مدينة حلب.
تعرف الشهيد عزيز على حركة التحرر الكردستانية عن طريق والده، وكان بحثه عن حياة ثورية مستمر، ويتطور مع تطور المرحلة حين ذاك، حيث التحق بصفوف حركة التحرر الكردستانية في عام 1983، واستشهد في هكاري بتاريخ الـ 17 من شهر نيسان عام 1986، وكان من بين المقاتلين الذين رافقوا القيادي معصوم قورق ماز “عكيد، في جبال كردستان، وكان من بين الشاهدين على الكثير من البطولات والتطورات التي شهدتها منطقة بوطان، وكان من المقاتلين في صفوف الكريلا الذين كان أملهم وحلمهم وحدة الشعوب، ووجدها ضمن صفوف الكريلا.
وبطليعة نضاله قبل 34 عام من أجل الحرية والحياة المشتركة والمساواة، تتحقق اليوم في روج آفا وسوريا، من خلال مشروع الأمة الديمقراطية والفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا.
وفي إحدى الرسائل التي كتبها الشهيد عزيز تحدث عن المقاومة والآمال من أجل وحدة الشعوب، وقال في الرسالة التي كتبها في ذلك الوقت باللغة العربية:
كنت شاهداً على التطورات الثورية
“منذ قرابة عام وأنا في كردستان، وتعلمت الكثير بين مقاتلي حركة تحرير كردستان، كما أنني كنت شاهداً على الكثير من التطورات الثورية التي تتحقق في كل دقيقة وساعة، وبالرغم من الامكانات القليلة، تمكن المقاتلون الأبطال في صفوف حركة حرية كردستان من طرد الجنود الاتراك الذين يعرفون بـ “محمد جيك”، ومن كردستان وزرع الخوف في قلب الجيش التركي، فعندما يحل الليل يخاف الجنود الاتراك من الخروج من سواترهم، ويقومون بإطلاق النار حتى الصباح لخوفهم أن يهاجمهم مقاتلو حركة حرية كردستان، وبات هذا الجيش محل سخرية ليس للشعب الكردستاني فقط بل حتى للأطفال أيضاً.
الأطفال أيضاً يسخرون منهم
في أحدى الأيام قام الجنود الأتراك بجمع القرويين في أحدى القرى الكردستانية، قاموا بتعذيبهم بحجة وجود سلاح لدى القرويين، حتى أنهم عذبوا الأطفال أيضاً، ولكنهم لم يعثروا على شيء، ونتيجة التعذيب قال الرجال والأطفال للجنود، (سندلكم على مكان السلاح)، هي وقاموا بأخذ الجنود إلى مكان توجد فيه صخرة كبيرة، ودلوهم على مكان من الصعب على الإنسان الوصول إليه، وقالوا لهم (الأسلحة موجودة هناك)، وهناك قاموا بربط أيدي الأطفال، ولكنهم بالرغم من محاولاتهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المكان المشار إليه، ومع اقتراب حلول الليل، وخوف الجنود الاتراك ان يأتي مقاتلو حركة حرية كردستان، تركوا المنطقة، لأنهم يعلمون بأن الليل هو موعد تحرك المقاتلين، وبعد ان رحل الجنود، عاد الأطفال إلى منازلهم، وهم يسخرون من الجنود، ويتحدثون عن بطولاتهم.
الشعب الكردي قد عانا الكثير من الدولة التركية ومرتزقتها، ولم يتوقعوا أن يأتي يوماً يناضلوا فيه ضد الدولة التركية من أجل الحرية، ولكن مع انطلاقة قفزة الـ 15 من آب، بدأت مرحلة جديدة، واحيت الثقة لدى الشعب بالنضال من أجل الحرية، البيكوات والمسؤولين في أنقرة كانوا يوجهون رسائل وقرارات لقادة الجيش، وكانوا يقولون للجنود (لا تشربوا حتى الماء من يد القرويين، لأن كل كردي هو عدو)، وهذا يفيد مواقف العدو، وغضب الشعب من العدو في الوقت ذاته.
الشعب يستقبلنا بترحاب وسعادة
نضال التحرر الوطني يتطور ويكبر يوماً بعد يوم، والشعب يستقبلنا بحفاوة وترحاب وسعادة، وعندما نتوجه إلى القرى، يكون يوم عيد بالنسبة للشعب، ويقولون (ها هم العمال قد أتوا)، وهم ينفذون أي مهمة نكلفهم بها دون تردد، حتى الأطفال ينتظرون ان نكلفهم بالمهام، وفي الكثير من الأحيان عندما كان يدخل الجيش القرى كان الأطفال يسرقون الطلقات من الجنود ويخبؤونها، وعندما كنا نذهب إلى القرية كانوا يعطوننا هذه الطلقات، وهم يشعرون بنشوة النصر.
المرأة الكردية ليست بعيدة عن النضال، وقدمت الكثير، وناضلت، ففي الكثير من الأحيان كانوا يوصلون الطعام لنا بطرق مختلفة حتى وإن كان هناك عدو في المنطقة.
هذه القيادة وهذه البطولة ستوصلنا إلى النصر
أنا كمقاتل أممي كنت شاهداً على كل هذه التطورات، قيادتنا بقوة هذه الحركة، والبطولات التي يسطرها المقاتلون، ستحرر كردستان، وستوصلنا إلى النصر، فالمقاتلون لا يعترفون لا بالجوع ولا بالعطش، ولا بأية صعوبات، فهم فقط يفكرون بحرية الشعب، وتصعيد النضال ضد العدو، وإبداء مقاومة عظيمة في المعارك، حقيقةً هذه بطولة مباركة وقيمة، كل شهيد أو شهيدة بدون تردد يحاربون حتى آخر رصاصة لديهم، ولهذا تصدر اسم العمال وحركة تحرير كردستان فقط في كردستان، فقد تشكلت وتأسست العديد من الجماعات، ولكن انتهى اسمهم في وقت قصير، كما أن عدداً منهم أصبحوا عملاءً للدولة، ولكن اسم حزب العمال الكردستاني يصبح ملكاً للشعب يوماً بعد يوم، فكردستان تحولت إلى فكر ثوري يتطور بشكل مستمر، ولم يعد هناك مكان للاستسلام أو الإصلاح في كردستان، نستطيع القول بأن شعب كردستان شعب عريق وقيم، وأن حزب العمال الكردستاني حزب مبارك وقيم.
عاشت وحدة شعوب الشرق الأوسط”.
هكذا يستذكره رفاقه في الكريلا
وعن المقاتل الأممي عزيز قال الكريلا الكردي غورجان شرنخ الذي عاش مع الشهيد عزيز عرب في بوطان “كنا معاً في منطقة سيفي عام 1985، لم يكن يجيد التحدث باللغة الكردية، كما أننا لم نكن نعرف اللغة العربية، ولم نكن نستطيع ان نتحدث مع بعضنا كان هناك مترجم، وفي حال عدم وجوده كنا نضطر التحدث بالإشارات، الرفيق عزيز كان يعرف الكلمات صباح الخير، كيف الحال، انت مناوب أو حرس فقط باللغة الكردية”.
وعن الروح الرفاقية التي كان يتحلى بها الشهيد عزيز قال غورجان شرنخ “كان مرتبطاً كثيراً بكلمة (رفيق)، وعندما كان يجد أحد الرفاق لا يستخدم كلمة رفيق، كان ينتقده، كما أن الرفيق عزيز كان حساساً كثيراً في مسألة الحراسة والمناوبة، فهو لم يكن يقيّم الحراسة والمناوبة منفصلاً عن حماية الشعب والدفاع عن الوطن، هكذا كان يتقرب”.