مقتطفات من كتاب" كيف نعيش ؟"
لقد بدأنا العمل بامرأة ..أما الآن فقد جعلنا ثورتنا جميلة ومتنوعة من خلال مجتمع نسائي متحرر.
فأصبحت الثورة غنية واجتماعية ، وقوية تتجدد لتصبح أكثر تصميما ً وثباتا ً من خلال الكتلة النسائية المنظمة ... فلماذا لجأنا إلى هذه الطريقة للتطوير في وطن مثل كردستان ، بحيث لم يكن متوقعا ً وطريقة لم يجربها أحد ؟.. هذا الجانب هو الذي لازال يحظى باهتمام كبير، ويأخذ القسط الأكبر من النقاشات ، لدرجة أننا أصبحنا حديث الصحافة حسبما يقولون ، والحقيقة هي كذلك بعض الشيء.
فهناك وضع في كردستان كان سائدا ً باستمرار ولم يتم تجاوزه ، بالإضافة إلى أساليب الحرب الخاصة التي كانت في خدمة الطبقات المتحكمة ، ولم يبق أي أسلوب من أساليب الحرب الخاصة إلا ولجأ إليه هذا النظام . وهناك محاولات حثيثة لفرض هذه المؤامرات على " PKK" والحرب كلها كانت في مواجهة ذلك . وهناك وضوح تام في العلاقات ، لدرجة أننا نستطيع القول : بأنه أكثر الأحزاب تحليلا ً للإنسان داخل الحزب . وكذلك جرت التحليلات الكبيرة للمرأة ، وبناء ً عليه تم تأسيس أكثر العلاقات حرية ، وفتحت الأبواب على مصراعيها أمام الحياة الأكثر تحررا ً ، وهذا يزيد الحرب ، ويستنهض شعبا ً بالكامل من سباته ليعبر عن انتمائه وعن حياته وطموحاته ..وهذا يفتح الطريق أمام الحياة المؤدية إلى الحرية لتحل محل الحياة المحرفة بشكل كبير ، والتي تتحكم بها العبودية اللامحدودة حيث يتم إلقاء خطوات في هذا السبيل وتتأسس علاقات نقية وواضحة ومتحررة نتيجة لحرب سياسية وعسكرية .
كل حركة ثورية هي حركة سياسية ، فالحياة تأخذ شكلها على ضوء التكاثف والتركيز السياسي الكبير ، فحتى العلاقات الفردية الاعتيادية تحتاج إلى تطور سياسي . فالأدب الثوري لا يصل إلى العمق الأدبي إذا لم يستطع التوصل إلى عمق السياسة الراهنة ، فعندما نقوم بتحليل ابسط علاقة عاطفية ونحتاج إلى وقائع الأجواء السياسية كاملا ً ، والأديب الذي لا يؤسس علاقاته مع التنظيم والأهداف والتاريخ والسياسة السائدة في الأجواء لا يستطيع ممارسة الأدب ، بل لن يستطيع التعبير عن عاطفة بسيطة ، ولن يستطيع استيعاب ما يتم معيشته تحت أسم العاطفة ، ولا يستطيع أن يجعل الآخرين يستوعبون أيضا ً. لذا تم وضع الثقل لأجل التوصل إلى حزب يتمتع بالثقة بالنفس وقادر على تأسيس العلاقات الحرة داخل الحزب بشكل كبير.
هناك ظهور نسائي كبير في منطقة الشرق الأوسط ربما لم يحدث مثله منذ آلاف السنين ، فهناك تحطيم للقديم ونشوة فتح السبل أمام العلاقات الجديدة وهناك انقلاب جذري بكل تأكيد ... فالأبحاث والتحقيقات تتزايد وتتكاثف وتصبح أكثر تأثيرا ً وتترسخ القناعات بأن العلاقات القديمة ما هي إلا علاقات هزلية لا تساوي بذرة تين ، فالجميع يرى بأن علاقاته السابقة تستحق السخرية والهزل ، فإن الزيجات القديمة ، والعواطف القديمة ، والعشق القديم ، هي سذاجة طفولية مضحكة عن حق ، والتعريف القديم للرجل بعيد جدا ًعن التعريف الحقيقي الجديد للرجل ، وهذا التعريف الجديد هو الذي يجب أن نصل إليه . وكذلك تعريف المرأة القديم بعيد كل البعد عن التعريف الحقيقي للمرأة . وهذه الأمور هي التي تناقش بعمق كبير وعلى نطاق واسع . وبدأ واضحاً للجميع بأنه لا يمكن إشباع العلاقات عن طريق العلاقات الجنسية الفظة ، وأنه لا يمكن تطوير علاقات شاملة وأساسية عن طريق العواطف الرخيصة ، والاهم من كل ذلك هو أنه لا يمكن للإنسان أن يقوم بتطوير عواطف ومشاعر مميزة تحت نير الاستعمار والاستقلال الثقيل للوطن ، وللتخلص من ذلك لا بد من خوض حرب وطنية جذرية وهذا يحتاج إلى تنظيم طليعي وعلاقات منظمة قوية يتمتع بها الأفراد ليصلوا إلى شخصياتهم الحقيقية ، ومن خلال الشخصية تصبح العلاقات معبرة ومفهومة وهذا الشعور لا يقبل الجدال فيه . فعلى هذه الأسس يظهر شكل جديد من العلاقات فيه التوازن والمقاييس والتعبير الصادق .
أما العواطف العشوائية والنوايا البعيدة عن الحقائق السياسية فهي غير معبرة وغير مفهومة والإشباع الفظ للغرائز فهو لا يعني شيئا على الإطلاق وكذلك المواقف والمفاهيم التي شحن إنساننا نفسه فيها لسنين طويلة فقد توضح بأنها تؤدي إلى السقوط والانحطاط ، ولم يبق في اليد سوى حرب تحرر ، فالإنسان سيتوصل من جديد إلى إنسانيته وحقيقته من خلال هذه الحرب فقط وهذا يمنحه النشوة واللذة ، وسيجد الإنسان أن حياته تصبح أكثر معنى وتعبيرا من خلال ذلك وهذا هو اسم الحياة في " PKK" .
الجانب المهم الذي يجب تناوله هو حرية الرجل والمرأة... إذ أن التجربة التي تم خوضها في هذا الموضوع تشكل بذاتها خامة مهمة للأدب . إذ يمكن التدقيق والتعمق في كيفية تأثر حرية المرأة بهذه العلاقات وتفاعلها معها بشكل كبير ، فالمرأة هي التي حكمت على الحرية بالرفض وأصابتها بالاختناق منذ البداية . فهنا يجب إعادة المرأة الأمة ، والمرأة الارستقراطية ، والمرأة المستسلمة أو حتى علاقة المرأة الحرة إلى عامل الاستعمار . وكذلك يمكن التوقف على شخصية المرأة العميلة كنتيجة لعبودية المرأة في ظروف الاستعمار ، وكذلك يمكن التوقف على شخصية المرأة العميلة كنتيجة لعبودية المرأة في ظروف الاستعمار ، ودخولها في مواقف مضادة للحرية نتيجة لذلك ..
إذ يمكن التحدث هنا عن وضع الانحطاط الذي تعيشه كردستان من خلال ذلك ، وكذلك يمكن إبراز كيفية انتهاء الرجل والمرأة في أجواء العلاقات العائلية أو الرابطة الأسرية . فمن الأهمية كيفية إيصال هذه الأوضاع إلى الانبعاث .... وفي الحقيقة أن الانتصار في الحرب يكمن بعض الشيء في كيفية تناول ووضع الحلول لهذه العلاقة ، فالعلاقة الأسرية الكردية قد انحلت حتى النهاية من جانب ووصلت إلى أقوى شكل من الجانب الآخر . فالعلاقة الأسرية النصف إقطاعية والبرجوازية تلاقي المساندة من الدولة ، أما العلاقة الأخرى فقد انحلت أكثر من الانحلال العشائري حتى بات قول " أبن عائلة ذو أصل " غير مقبولا . فهم يريدون لهذين النموذجين المتعارضين من العلاقة الأسرية أن يسودا ، فهل هذه العلاقة الأسرية تتأسس ؟... ولنترك تأسيسها جانبا ، فمثل هذه الأسرة تصبح سببا لحرب شعواء ، فهذه الحرب الكبيرة هي بسبب هل تتأسس مثل هذه الأسرة أم لا ؟ ولصالح من ؟ وهل لصالح التنظيم والتحرر الوطني والشعب ؟ أم لصالح ارستقراطية الدولة والعمالة ؟ وعلى هذا الشكل يتم الصراع بين الجانبين ، ولا يمكن التوافق بينهما ، ويجب ملاحظة بأن الطرف المواجه لا يريد الشد إلى مثل تلك العلاقات العائلية بل هو معارض للعائلية والقبلية ، وهو غير طبقي ومعارض للطبقات الحاكمة ولهذا السبب لا يمكن تطوير الأسرة ..
هناك صراع كبير داخل العائلة .. إنه صراع كردستاني وهو مقاومة كبيرة في مواجهة الانتهاء المفروض على الأسرة ، والنجاح في هذا الأمر هو النجاح على الصعيد الكردستاني بأكملها..
تحليلات المرأة وحلولها هي ثمرة هذا النجاح فهل ستتأسس العائلة أم لا ؟ أو إن هذه التجربة بالذات تؤدي إلى إبراز النضال الكبير، وبالتالي تؤدي إلى حل قضية المرأة ، وهذا يؤدي إلى حل القضية الكردستانية من خلال العائلة التي تعني كردستان . فالوصول إلى الشخصية المتحررة للمرأة يعني الوصول إلى العلاقات الحرة ابتداءاً من التوازن الجنسي ووصولا إلى الأنواع الجديدة من العواطف . ومن وضع انتهاء المرأة إلى وضع الانبعاث من جديد ، ومن المواقف الفظة القبلية التي لا تحتمل ووصولا إلى المساواة والتحرر . كثيرة هي الحالات التي يلتقي فيه شخصان يدعيان بأنهما أحبا بعضهما وتواصلا ثم تزوجا ، وبذلك تم حل القضية والفائدة الكبرى في مثل هذه العلاقات هي انه مثل هذا الحل غير ممكن ، ي هناك عدم اعتراف بما تعيشه الأغلبية الساحقة في المجتمع وترى انه هو الحل .. والحقيقة هي إن العلاقات لا تتطور في كردستان بالتفاهم وبوحدة المشاعر وحتى تغليف ذلك بكثير من أثواب العشق وهذه التجربة تثبت هذه النقطة . فربما استطاع الرجل إمتاع نفسه ، وربما كانت المرأة أكثر مرونة في هذا الموضوع . عندها ربما استطاعا أن يسيرا على الحافة ، وباختصار فإن المعاهدة التي يبرمها الكثيرون هي على ذلك النحو .. بناءً عليه من الممكن أن تحل هذه الأمور بمثال : خذ يا روحي .. وهات يا روحي وببعض التنازل، وهو الحل الذي يحيياه الكثيرون منكم بسطحية كبيرة .. والحل الذي تلجأ إليه الأغلبية الساحقة هو من نوع ، ها قد أخذنا وأعطينا وتفاهمنا أو نظرنا إلى بعض وأعجبنا وتحاببنا . علينا أن نلاحظ بان الحل الكردستاني لا يكمن في هذا ولا حتى الحل العائلي أيضاً ، ففي هذه النقطة تم تناول بعض العلاقات البسيطة جداً، فقد كانت هناك بعض العلاقات التي يبديها أي شاب يافع نحو فتاة يافعة ، ولكن هناك بعض الأمور غير الموجودة أيضا ، خاصة ً أن الرجل يتحدث عن المفهوم السياسي بمقدار ما يستطيع التعبير عنه والأهمية التي يعطيها لهذه الناحية ، مما يؤدي بهذه العلاقة لأن تتجاوز العلاقة الاعتيادية بين الرجل والمرأة مما يجعل هذه الأمر موضوعا تستنبط منه العبر والدروس على نطاق كردستان والنطاق الحزبي ، مما يحقق التعميم والتعمق والاستمرارية ، ويؤدي إلى النتيجة الطبيعية ..أي ليس هناك لجوء إلى الموقف القائل :" فلتنقطع كيفما شاء .. وحيثما تنقطع ".. فهذا الجانب مهم جدا لان هذا الموقف " فلتنقطع حيثما تنقطع " موجود لدى كل الأشخاص تقريبا ً.. بل الموقف المعمول به هو عكس ذلك تماما : لتمتد هذه العلاقة إلى ما تشاء ، ولتذهب حيثما تذهب ، ولا داعي لأي لجوء إلى العنف وهو موقفا مثمرا ويحدد النجاح ، وبهذا الموقف يتم الدخول إلى مرحلة حل العقدة الكردية ، ويتم الوصول إلى نجاحات كبيرة أو جزء من هذا النجاح هو طرح موضوع المرأة الحرة وتطورها بشكل بارز دون شك .. وتحطم للعلاقات السطحية سواء أكانت داخل الحزب أو داخل المجتمع ...فهناك آلاف الشباب والفتيات الذي انفصلوا عن هذه العقدة ، تخلصوا من الخطوبة والزواج الذي أقاموه ، وتهربهم من أشكال الزواج المفروض عليهم ، فالآلاف قد ندموا على ما قد أقاموا من علاقات ... وكذلك هناك امتناع الرجال عن إقامة الزيجات التقليدية التي تؤدي إلى تجميد الطاقات والشخصية ، وعدم الاعتراف بمثل هذه العلاقة أصلا ً ... كل هذه الأمور متعلقة قطعا بتحليل تلك العلاقة . الرواية يجب ان توضح فكرة تحليل هذه العقدة الكأداء وجعلها ملكا للحزب ومن ثم تعميقها على كل المجتمع وعلى كردستان ، تم تصبح هذه التجربة ملكا ً للإنسانية .
كذلك يجب تناول حادثة المحبة وعلاقاتها بالوطنية وأبعاد تأثيرها على الوطن ، أبعادها الاشتراكية . فهناك مفهوم يتشكل حديثا للمحبة في كردستان ، واحد الأطروحات هو :" كردستان مغلقة أمام المحبة :" بل يمكن تعميم هذا الطرح على المجتمعات التقليدية والمجتمعات الامبريالية أيضا وإذ لا توجد علاقات المحبة التي لم تتلوث بالمصالح ، أو يندر مشاهدتها ... فالارتباطات الطبيعية والارتباط بالمصالح العائلية قتلت المحبة .. فمهما قدم احد الأطراف تنازلات من مشاعره وشخصيته ، فإن الطرف الآخر الذي يلتزم بمصالحه الطبيعية والعائلية ، وبذلك يمنع تطور العواطف الصادقة والمحبة . الأمر المهم هنا ليست العواطف السطحية لأحد الأطراف أو للطرفين ، بل هو المؤثرات المادية الأساسية .
" اغتيلت المحبة في ظروف الاستعمار "
والطريق المؤدية إلى المحبة يمر عبر التطور التنظيمي ، وعكس ذلك على الحرب ، وهذه الحرب تؤدي إلى الوطنية والتحرر الوطني ، وتتحقق المحبة من خلال الحرب والعلاقة الاجتماعية ، أما العلاقة العبودية فلن تعطي الفرصة للمحبة ، بل تحطم العلاقة العبودية هو الذي يعطي المجال ويفتح الأجواء لتكون المحبة . ويمكن فتح موضوع الغرائز ، والتحدث عن العلاقات الجنسية الفظة .. فكيف يجب أن تكون الأخلاق والتعريف الحقيقي السليم للعلاقات الجنسية ؟.. وخاصة يمكن استخدام الجنس كمتاع ، ويمكن طرح هذه الموضوع وإبداء الاهتمام الكبير بذلك .. فاحد الأطراف يمكن أن يستخدم الجنس كمتاع مما يتسبب في جعل الحياة سما زعافا ، وهناك خطر عدم استطاعة الرجل والتخلص من العلاقات الجنسية الفظة ، مما يشكل خطرا ًكبيراً للضياع . وكذلك يمكن طرح كيفية الوصول إلى العواطف النبيلة ، والأفكار الجلية ، والنشاط السياسي في العلاقات الجنسية ، ويجب عدم نسيان أنه يمكن التحدث عن كيفية تحويل الجنس في " PKK" إلى دافع للتنظيم والحرب السياسية وحتى العسكرية ، إذ لا يمكن استصغار موضوع تحويل الطاقة الجنسية إلى طاقة حرب . وتحويل التنظيم إلى قوة سياسية موضوع يجب أن يحظى باهتمام كبير ، إذ إنه شكل من النبل والسمو .
ومن هذا الشكل من النبل والسمو يمكن التوصل إلى مواقف جنسية نبيلة وسامية أيضا ً ، وبدلا من الجنس في كردستان الذي يؤدي إلى الانحطاط الفظ سواء لدى القرويين أو الارستقراطيين أو لدى الشرعية العميلة يمكن الانطلاق نحو العلاقات الجنسية التي تؤدي إلى التحرر . وما يحمل ذلك من أهمية ثورية يبدو واضحا ً منذ الآن ويمكن طرح الموضوع بهذا الشكل القوي بدون شك ليس على مستوى المحبة فقط بل على مستوى الجنس أيضاً ، لأن آمال العدو مرتبطة بالعلاقات الجنسية الفظة بشكل كبير جداً . وخاصة أن موقف القروي الكردي نحو الجنس هي السبب الرئيسي للعبودية وكذلك المرأة ترى في الجنس سلاحا تعتمد عليه كثيرا ، ولكنها تستخدم ذلك بشكل معكوس تماما ( فهي إما تنكر الجنس وتتجاهله تماما وكأنه ليس له أي دور أو أنها تستخدم هذا الجنس بالمليمترات من وقت لآخر وتحاول الوصول إلى نتائج من خلاله . لاشك أن التعمق والوضوح والتسامي في العلاقات له أهمية كبيرة جدا مما يستوجب على الرجل خاصة ملاحظة الأبعاد الاجتماعية والسياسية والتاريخية للوصول إلى التجسيد الحقيقي لما هو مطلوب بعناية كبيرة فالظهور الصغير الذي لا نستطيع تسميته بنقطة بات يتعاظم كالكرة الثلجية المتدحرجة في واقع المجتمع . فالعلاقة ضعيفة كخيط قطني رفيع في البدايات ولا تتميز بأية طموحات تسفر عن علاقة قوية صلبة ليس لأجل الشعب وأمة فقط ، وإنما أصبحت علاقة قوية تؤثر على الإنسانية جمعاء وقدوة لها . أما في كردستان فإن ذلك يعني الدخول في طريق الحل ، لأنهم لم يكتفوا بإغلاق العلاقات الإنسانية فقط ، بل تركوا المجتمع ضعيفا ، وافرغوا علاقاته من الجوهر، وجعلوه مغتربا على واقعه ، ولم يكتفوا بإنهاء المجتمع اجتماعياً وسياسياً بل جعلوا إنسانه يخدم العدو أكثر من أي حيوان وهذا صحيح على كافة المستويات فعندما يعمل هذا الإنسان في المجال الاقتصادي يحقق للعدو أرباحاً أكثر من أي حيوان ، فهناك أناس يقومون بحله أكثر من البقرة هذا هو نوع الاستعمار المطبق وعندما يصبح هذا الإنسان آلة سياسية للعدو ويخدمه أكثر من العدو نفسه ومن شعبه ومن طبقته بل وأكثر من جيش العدو نفسه ويصبح خادما سياسيا أميناً له ولا يكتفي بتناسي نفسه ومصالحه بل يصبح ملكا أكثر من الملك ويتميز بالسطحية ولا يملك أي عمق ومغلق في علاقاته وأهدافه غامضة وهو غير جاد ومزيف ولا يملك أية طموحات ، وهذه العوامل تجعله بعيدا عن العواطف القوية والمحبة الصادقة .
هناك وضع خاص يسيطر على المرأة بشكل عام ، وهو اعتقادهن بأنه قد تم استخدامهن خاصة في كثير من الأمور وبذلك حظين على مكانة لهن في المجتمع .. وهذا يخص أنوثتهن .. والتحليلات المتعلقة بالجنس قد كشفت عن حقيقة ذلك .. وقد أردنا فضح الرياء واستخدام الجنس كميزة خاصة ، وإن المرأة بوضعها الراهن تلجا إلى ذلك وتعتقد أن ذلك خصوصية تحقق لها التفوق وتحاول جعل ذلك متحكما في أسس الأسرة وتستخدمه كسلاح بين يديها وفي ذلك خطر كبير .. فهي تتصرف حسب هذا الاعتقاد في جميع علاقاتها ... وأردنا أن نبين أن هذا يأتي من فقدان الأخلاق . ويجب عدم استخدام الجنس بهذا الأسلوب .. وأكدنا على أهمية هذه النقطة فالجنس جانب طبيعي في شخصية الإنسان ، ويجب عدم جعله متاعا ولا اعتباره مادة لمعنى الناموس التقليدي للدفاع عنه ، فهو أمر غريزي والتصرف حسب الغريزة يسبب كثيرا ًمن الانحطاط بل ظهر من أراد استخدام الجنس في التخريب .. الأسرة التي تتأسس على هذا النحو هو مستنقع للهزيمة وتسبب الانحطاط والانتهاء ، والمفهوم السائد هو متى قمت بتزويج الرجل والمرأة تكون قد أنقذته ، قمنا بمحاربة هذا المفهوم وأوضحنا مدى تأثير ذلك على الماضي ، وكيف قدم ذلك مجالاً مفتوحا ً أمام التآمر وخاصة نعرف إن هذا لا يؤدي إلى العواطف النبيلة والمحبة . وقمنا بالتأكيد على أن هذه العواطف التي يتم إثارتها حول غريزة الجنس الطبيعية هي عواطف حيوانية . والوضع الذي يدفع إلى القول :" محبتي وعشقي " ما هو إلا الضياع للغريزة البسيطة . وكنا نعلم بان مثل هذا الموقف يجعل الرجل الذي يفرض الأسر على المرأة بسيطا وضيق الأفق وضعيفا في كردستان وفي ظروف الامبريالية بشكل عام ، ومن هنا انطلقنا بهذا التحليل الكبير .
فهل يمكن تحقيق الرفعة والجلال في الجنس ؟ .. نعم يمكن ذلك .. ففكروا في شخصين لا يرتضيان بالغرق والاختناق في هذه العلاقات وبدلا ً من ذلك يجعلان من الجنس دافعا لتحقيق مزيد من التحول السياسي والتنظيمي ، ومزيد من الحرب وهكذا ممكن ، بل إن ذلك بطولة حقيقية ، ومحبة حقيقية .. فماذا فعل الرجل الطليعي في هذا الموضوع ؟.. إن التحول السياسي الكبير فهو يقوم بتحويل الاهتمام الذي يحظى به نحو جنس المرأة والعلاقات الجنسية معها إلى حرية المرأة والى تنظيم يخدم حرية المرأة وحزبها وسياستها . والوصول إلى الجمال والمحبة على هذا الأساس أصبح واضحا ً ، ومن الأهمية تهذيب الجوانب الخاضعة لسيطرة الرجل والتخلص منها يصبح الرجل كامنا للحرب والعمل الجماعي وبناء عليه يصبح في وضع محترم ( وعرقلة استخدام الرجل للجنس كوسيلة من وسائل السيطرة لا يقل أهمية عن عرقلة استخدام المرأة لهذا الأمر ) إذ إن ذلك أمر ايجابي ويدفع نحو التطور . هذا ما حدث وهو يعني تحررا للمحبة والجمال والحرية .
لا يمكن للجمال والمحبة أن يتطورا تحت الجنس المثقل بالقذارة .. فالدخول تحت تأثير الجنس بشكل عبودي لدى المرأة الفردية يبدأ منذ العشرين من العمر ويؤدي بها هذا الأمر إلى الانهيار فيزيائيا وروحيا ولا تؤدي بالرجل إلى أي رفعة في الفكر والمشاعر والطموح .. فالرجل الذي يفكر في الجنس ليلا نهارا هو رجل منحط لا يفكر إلا في العلاقات الجنسية مما يجعل منه اكبر عديم للشرف ولا يمكن وجود المحبة والجمال والفكر لديه ، وعرقلة هؤلاء والتصدي لهؤلاء ، فلو تمسك كل واحد بنزواته وبالفردية واستخدام الجنس بشكل سلبي وفي غير مكانه لأدى ذلك إلى الاختناق والتحزب وهدر الطاقات وهذا يعني تفسخ الثورة داخليا .
هناك جهود كبيرة تبذل لأجل فهم العلاقات الاجتماعية القائمة وتحطيمها ، وهذا يشكل إنجازا عظيما بحد ذاته .
إن التطورات التي تحققت بالنسبة للثورة هي ذات قيمة كبيرة جدا ، وتوجيه ضربات إلى مواقف تسلط الرجل على المرأة بشكل فظ ، وتقديم المرأة لنفسها على شكل متاع للجنس وتحطم هذه المفاهيم أمر مهم جدا ً، وكثير من الأشخاص لم يستوعبوا هذا وعدم تعاظمهم وتساميهم مرتبط بعدم الاستيعاب هذا.. وإذا كانت المرأة غير قادرة على تفجير طاقاتها فهو بسبب عدم استيعاب هذا .. إذ لازالت قوة الفكرة وقوة المشاعر ضعيفة جدا لدى المرأة .. وهي لازالت تحت التأثير الكبير للممارسة الجنسية ومفاهيمها .. والرجل أيضا ً في وضع مشابه .. فالرجل والمرأة يشبهان بعضهما .. ومثل هذا الرجل وهذه المرأة ليسا قادرين على فك الطوق عن المجتمع. فهناك الاهتداء والعمق في أي علاقة يتم تناولها ولا يوجد أي جانب سليم للامساك بها ، فالعلاقات الأسرية والعائلية ، وعلاقات المرأة ، وعلاقات الصداقة لدى القرويين والقاطنين في المدن كلها مهترئة وليس فيها أية آمال ، يجب تطوير المستوى العام للمرأة بشكل جماعي، وهذا يعني جوابا جماعيا للبروليتاريا ، لان ذلك يتسبب في ظهور آلاف النساء المتحررات، وبدلا من تجسيد الجمال في شخص واحد محدد يصبح الجمال معمما ً شاملا ً ، وبدلا ً من تكليف المحبة في شخص واحد جعل المحبة شاملة ، وهكذا تتطور المحبة الشاملة ويتطور الجمال الشامل والموقف العام الشامل من القبح ويتطور الموقف الجماعي من الأمور التي تستحق الكراهية .. أي انه يستطيع رؤية الأخطار المترتبة على موقف إنني أحببت احدهم كثيرا ً، أو إنني كرهت احدهم كثيرا ً، أو إنني مغرم بجمال احدهم ، أو إنني وجدت احدهم قبيحا ً جدا ً " فالمفروض أن لا يتم رؤية الجمال والكره والمحبة والقبح في شخص واحد ، بل يجب أن تكون هذه المشاعر جماعية وظاهرة اجتماعية ، إن تعميم المحبة في كردستان يعتبر انجازا ثوريا عظيما ، وإظهار جمال الوطن ، وجمال الشعب ، وجمال الفرد في الرجل والمرأة يعتبر أسطورة عن حق بل ثمرة للثورة .
هذه المرحلة نسميها بمرحلة الخلق من جديد في وطننا ومرحلة الانفتاح لشعبنا ، وبهذه الوسيلة فإن وطننا يعيش ثورة عظيمة لها أبعادها العالمية ، لكن هناك حاجة إلى الطموح والجهد بشكل كبير وعظيم . بمقدار ما يحتاج الفرد إلى القوة لأجل تامين حياته الذاتية ، يحتاج إلى تأمين الحياة الجماعية أيضا ً ، وبنسبة ما يتم تطبيق الحياة الجماعية هناك مكان للمبادرة الفردية أيضا ً ، وهذا سيسفر عن ظهور قيم المحبة الاجتماعية ، وقيم الطموح والاقتداء بكل شيء في سبيلها ، فقط ظهرت المرأة والرجل ، وكل المجتمع يبدي عن محبته واحترامه لهما . فالأجواء منفتحة أمام المحبة فتمتعن بها ، وليكن ذلك معبرا ً مع المجموع ، وأبرزن طموحاتكن ، واجعلوا من النجاح نجاحا ً لذاتكن .